تتفاعل قضية دالية الروشة والمحاولات المستمرة لاغلاقها نهائيا بهدف البدء بمشروع استثماري ضخم فيها، وآخر فصولها كان تدخل القوى الامنية وفوج الاطفاء لحماية من يريد وضع حواجز على الطريق المؤدية الى الدالية. لكن ما هي القصة الكاملة لدالية الروشة؟

تتحدث مصادر لموقع "ليبانون ديبايت"، عن ان "عقارات دالية الروشة كانت ملك لعائلة عثمانية حاكمة، وبعد انسحاب العثمانيين من لبنان خلال الحرب العالمية الاولى، قدّموا الارض لعدد من العائلات اللبنانية بشرط المحافظة عليها باعتبارها ذات طبيعة عذراء ولم تمسّ، وتمتلك خصائص بيولوجية فريدة، وهي اضافة الى كل ذلك، فالدالية تعتبر من حرم صخرة الروشة، ولذا يجب الحفاظ على هذه الارض، وهكذا حصل. حافظت هذه العائلات على الارض من دون ان يمسها احد، الى حين اندلاع الحرب اللبنانية".

وتضيف: "بعد سنوات الحرب اضطرت هذه العائلات الى رهن الارض (دالية الروشة) للمصارف مقابل الحصول على قروض، واستمر الامر على ما هو عليه من دون ان تتمكن من سداد كامل القروض، فجاء الرئيس رفيق الحريري، الذي لم يكن يومها رئيس للحكومة بعد، فقام بسداد الديون وفك الرهن عن الارض وتملّكها".

اما اليوم فالشركات التي تريد القيام بالمشروع هي لورثة آل الحريري، وهذه الشركات هي: "شركة البحر، شركة صخرة البحر، شركة اليمامة، اضافة الى الشركة الرابعة التي يملكها اشخاص من آل نوفل، Trading Industrial Consolidation Lebanon".

وتستغرب المصادر في حديثها لموقع ليبانون ديبايت، "ارسال عناصر من قوى الامن الداخلي الى الروشة لمساندة من يقفل الدالية"، وتعتقد المصادر ان "ارسال العناصر جاء من دون ان يكون هناك اي قرار قضائي، وهذا يعني انه لا يحق لقوى الامن التدخل في الموضوع".

وتعتبر المصادر ان "هناك محاولة من قبل الجهات التي تقف وراء المشروع من اجل تليين الرأي العام، وتطبيع فكرة حجب صخرة الروشة عن اللبنانيين، كما ان القيميين يحاولون معرفة ردة فعل الجمعيات الاهلية على هكذا خطوة".

الا ان اوساط وزير الداخلية نهاد المشنوق نفت نفياً قاطعاً لـ"ليبانون ديبايت"، ان يكون ارسال عناصر قوى الامن الداخلي الى منطقة الروشة له علاقة بالوزير او بإيعاز منه، مكتفية بالقول: "هذا الامر لدى قوى الامن الداخلي".

ويشار الى ان المنطقة مصنّفة وهذا امر مثبت وفقا لدراسات اقرّت وصُدّقت رسميّاً من قبل السلطات المختصة والدولة اللبنانية، بموجب المرسوم رقم 2366/2009 ، اذ تمّ تصنيف صخرة الروشة والشاطئ المُحيط بها كأحد المواقع الطبيعيّة الفائقة الأهميّة، ومُنع تشييد جميع أنواع البناء عليها للحفاظ على هويّة المكان كإرث جيولوجيّ وطبيعيّ وثروة إيكولوجيّة لمدينة بيروت. وإن هذا الموقع المحميّ يشمُل تلقائيّاً داليّة الروشة التي ليست إلاّ إمتداداً طبيعيّاً لصخرة الروشة.

 

وائل تقي الدين ليبانون ديبايت