رغم أن حضور النساء في ملاعب الكرة الطائرة وتفرجهم تلك المباريات لم يكن محظوراً فعلاً في إيران في عهد الرؤساء السابقين، كما هو ليس محظوراً بموجب اي قانون، إلا أن الأجهزة الأمنية تعمل منذ مجيئ الرئيس روحاني على خفض التجمعات العامة عموماً تجنباً من تبعاتها والدليل على ذلك حظر بث مباريات مونديال في المقاهي والمطاعم لأول مرة في تاريخ إيران! وفي هذا السياق ترى هذه الأجهزة الآن -أي منذ بدء مباريات الدوري العالمي للكرة الطائرة بأن حضور المشجعات في الملاعب يمثل مصدر تهديد أمني ولهذا قام اتحاد الكرة الطائرة الإيراني عملاً بالتعليمات الأمنية وفي خطوة مفاجئة بالأعلان عن منع النساء من الدخول إلى ملعب آزادي للكرة الطائرة والذي يتسع لـ 12 ألف متفرجاً.

وبدأ السلطات الأمنية بتطبيق هذا القرار غير المسبوق قبل أسبوع و قبل مباراة المنتخبين الإيراني و البرازيلي، ولكن الكثير من المشجعات لم يكترثن بإعلان منعهن ونزلوا إلى الملعب ولكنهن واجهن حملة قمع واعتقالات من قبل الشرطة الإيرانية ونشرت صور لهذه المشاهد العنيفة على مواقع التواصل الإجتماعية.

وأثار اشتباك الشرطة مع المشجعات، رد فعل رئيس الإتحاد العالمي للكرة الطائرة آري غراسا الذي قال لموقع إيلنا الإخبارية إن هذا الإتحاد وخلال اجتماعه شهر المقبل سيدرس هذه الحادثة وستناولها معربا عن فرحه بهواية الإيرانيات للكرة الطائرة. كما أعربت مساعدة الرئيس الإيراني السيدة مولا وردي خلال جلسة الحكومة عن استياءها للأهانة للمشجعات.

ولكن رغم الردود الداخلية والدولية تلك، تكرر الإشتباك بين الشرطة والمشجعات يوم الجمعة الماضي وقبل المباراة بين المتخبين الإيراني والإيطالي، مما يعني صمود النساء وعدم انسحابهم عن هذه المعركة.

والجديد في هذه المشكلة، هو أن السلطات، أضافت مراسلات الصحف على قائمة الممنوعين من دخول الملعب.

وبينما تسعى مساعدة الرئيس في شؤون النساء، شاهين دخت مولا وردي لحل المشكلة عبر التفاوض مع وزير الرياضة، بعد التشاور مع الرئيس روحاني، جاءى تصريحات السيدة فاطمة آليا نائب طهران في البرلمان، مخيبة للآمال، حيث أنها قدمت دفاعاً مستميتاً عن منع المشجعات من تفرج المباريات في الملاعب، وقالت حرفياً: إن مهمة المرأة هي التبعل والعناية بزوجها وتربية أولادها وليست مشاهدة الكرة الطائرة.إن البعض يحاول في أعطاء أدوار للمرأة تنافي وظائفها الشرعية. فإن المرأة التي تشكل همها الرئيسي الذهاب إلى الملاعب أو العمل [خارج المنزل] لا يتمكن من أداء وظائفها الرئيسية.

وأضافت هذه النائب: اذهبوا واسألوا هذه المشجعات التواقات لمشاهدة مباريات الكرة الطائرة، كم عدد المتزوجات منهن ومن بين المتزوجات، كم عدد الأمهات منهن واسألوا الأمهات كيف يربين أولادهن؟!

تريد هذه النائب القول بأن الذهاب إلى الملاعب أو العمل خارج المنزل تلهي المرأة وتحرفها عن القيام بدورها في المنزل، والغريب أن من تتفوه بهذا الكلام هي تقضي معظم وقتها طوال أربعة أعوام لكل فترة نيابية خارج المنزل وفي البرلمان المختلط، أغلبية أعضاءه من الرجال، بينما المباريات العالمية للكرة الطائرة لا تأخذ إلا أياما وبل ساعات قليلة وهي عند ما تستضيف المنتخب الإيراني، منافسيه الأجانب.

 

وقبل المباراة بين إيران والبرازيليا، ابدعن عدد من المشجعات الإيرانيات، طريقاً لتدوير الحظر، وهو التسلل إلى الملعب متنكرين بملابس برازيلية وتحت ستار العلم البرازيلي ومرافقة البرازيليات لدخول الملعب،وثم تشجيع المنتخب الإيراني! ولكن الشرطة، أحبطت هذه الخطة، بعد دخول عدد منهن.