إن العمل على جمع الأمة الاسلامية على كلمة سواء هو من أعظم الواجبات والتّحدّيات التي تواجه الأمّة اليوم في مصيرها وموقعها، والمطلوب - لمواجهة هذه الحالة الطائفية الطارئة على مجتمعاتنا، والتي باتت تهدد الوجود والإستقرار في كل بلداننا- أن يتحرك بالدرجة الأولى ولاة الأمر والحكام في دولنا العربية والإسلامية لأنهم يمتلكون إمكانات المواجهة بالعمل على ترسيخ قواعد المواطنية التي تقوم على العدل والمساواة بين المواطنين وبدعم قوى الإعتدال الديني والعمل على تنظيم التعليم الديني وإقامة المعاهد الدينية المشتركة، واعتماد الوسائل الإعلامية والقنوات التلفزيونية التي تنشر ثقافة الوسطية والتعارف والحوار بين الأمم والشعوب والجماعات.

إنّ هذه الأمة لا يزال الخير موجوداً فيها إلى يوم القيامة، ولا يصلح أمر الأمة اليوم إلا بما صلح عليه أولها، فقد اعتصم أبناؤها الماضون بحبل الله جميعاً ولم يتفرقوا وأصبحوا بنعمة الله إخواناً، واستجابوا لنداء الله والرسول عندما دعاهم لما يحييهم، وعملوا بقوله تعالى(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فانتهوا عن الخلاف والنزاع فقويت ريحهم وارتفعت رايتهم وجعلوا لأمتهم المكانة اللائقة بين الأمم حتّى غدوا بحق خير أمّة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله وأولئك هم المفلحون.