لفتت صحيفة "دايلي ستار" الى ان لبنان ليس بمنأى عمّا يحدث في المنطقة فقد اعتُبرت المكاسب العسكرية لـ"داعش" في العراق كأنّها زلزال وضع المنطقة المضطربة في استرتيجية جديدة، وأبلغت مصادر الصحيفة أنّ "حزب الله" أنشأ غرفة عسكرية بعد تلقّيه معلومات خطيرة حول تحالف سنيّ واسع يسيطر الآن على المحافظات العراقية ديالى، صلاح الدين ومعظم كركوك.

وأكدت مصادر سياسية لبنانية، أنّ إمساك مسلّحين من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بمفتاح مدن سنّية في العراق الأسبوع الماضي، والذي رافقه إنهيار سريع للجيش العراقي، دفع "حزب الله" إلى إنشاء غرفة عمليات عسكرية من أجل مواجهة التطوّرات المأساوية السريعة في العراق.

وكشفت مصادر رفيعة المستوى للصحيفة أنّ التحالف السنّي، المؤلّف من "جيش إسلامي عراقي" بزعامة عزة ابراهيم الدوري، نائب الرئيس السابق صدام حسين ورابطة العلماء المسلمين، إضافةً الى تشكيلات من "داعش"، يُحاول مواصلة المداهمات العسكرية تجاه العاصمة بغداد.

وكشفت المصادر في التقرير أنّ الجهود جارية من أجل إحياء مجلس شورى المجاهدين في العراق والذي يضم رابطة العلماء المسلمين وتنظيم "القاعدة" في العراق، إلى جانب الجيش الإسلامي العراقي الذي يضمّ ما تبقى من ضباط صدام حسين، بمواجهة رئيس الحكومة نوري المالكي وكتل شيعية أخرى.

وحزب الله الذي يتمتع بالسرية في عمله يقوم الآن بدراسة وتقويم الوضع العسكري في العراق قبل اتخاذ أي قرارات، في حين ان الجهاز الأمني في الحزب وقيادته التي تشرف على الوضع في سوريا يعملون في غرف سرية، كما فعلوا خلال حرب تموز 2006.

وذكرت الصحيفة أنّ مكاسب "داعش" السياسية كسرت حلقة في سلسلة بظلّ شكوك حول التفاهم الإيراني الأميركي الذي يضمن موطئ قدم لإيران في الشرق الأوسط، لافتةً إلى أنّ الأحداث المأساوية في العراق أتت بعدما شعر "حزب الله" بالإرتياح لفوز المالكي في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وإعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد لولاية ثالثة.

وفي الوقت الذي رفض فيه السياسيون والحقوقيون والإعلام الرسمي في الحزب التعليق على التطورات العسكرية الجارية في العراق والتزموا الصمت حيال الوضع، ذكرت تقارير أنّ الحزب حشد حوالى 30 ألف مقاتل على إستعداد تام لأي تحرّك عسكري.

ومن يجاري تفكير الحزب يفهم أنّ مخاوفه وقلقه إزاء الأحداث في العراق، ليست مرتبطة فقط بالوضع الأمني الخارج عن نطاق السيطرة بقدر ما أن الوضع يقترب من الخطوط الحمراء التي يعتبرها الحزب تهديدًا وجوديًا. وتتابع الصحيفة: "حزب الله قلق إزاء إحياء داعش أو المؤسسات التكفيرية والتي لبنان ليس آمنًا عنها. وحزب الله دفع ثمنًا باهظًا من أجل إلحاق الهزيمة بالقاعدة في سوريا. ولكن هذه الجماعات ستحاول الرد على التدخل العسكري للحزب في سوريا من خلال طرقها الخاصة، من دون إستبعاد عودة شبح التفجيرات الإنتحارية الى المناطق التي يتمتع فيها الحزب بتأييد واسع النطاق".