كان الحريري استقبل في مقرّ إقامته في الدار البيضاء في المغرب وزير الصحة وائل ابو فاعور، موفداً من النائب وليد جنبلاط الذي جرى اتّصال هاتفيّ معه خلال اللقاء، وتمّ الاتفاق على لقاء بين الحريري وجنبلاط في موعد يحدَّد لاحقاً.

وقال مصدر قريب من جنبلاط لـ"الجمهورية" إنّ الأخير أعلن مراراً أنّه لن يصوّت لعون ولرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بسبب حالة الاستقطاب الحادّة التي يمثّلها ترشيحهما، وهو يعتبر أنّ موقع رئيس جمهورية هو موقع جمع بين اللبنانيين لا موقع تكريس انقسام في ما بينهم، ولذلك رشّح النائب هنري حلو انطلاقاً من هذه القاعدة، بما يوفّر مساحة وسطية بين الجميع ويقلّص حجم الاستقطاب السياسي، خصوصاً أنّ خريطة القوى السياسية واضحة في المجلس النيابي، وتظهر أن ليس هناك أيّ فريق يملك الاكثرية النيابية، ولذا فإنّ إنجاز الإستحقاق الرئاسي يحتاج الى تفاهم بين اللبنانيين، خصوصاً في غياب مؤشّرات إقليمية على حصول تقارب معيّن، لا سيّما بين السعودية وإيران، من شأنه تسهيل انتخاب رئيس جمهورية جديد.

واعتبر المصدر أن ثمّة فرصة غير مسبوقة متوافرة للّبنانيين لإيجاد قواسم مشتركة للاتّفاق على انتخاب رئيس جديد، ولذلك هو مستمرّ في ترشيح هنري حلو بمعزل عن عدد الأصوات التي أخذها أو يمكن ان يأخذها، ويعتبر أنّ الترشيح هو رسالة لجميع اللبنانيين مفادُها أنّ في الإمكان التفكير في خيارات خارج الثنائيات الحادّة.

وأضاف المصدر أنّه في ظلّ الزلزال العراقي المستجدّ، لا بدّ من ان يكون هناك حاجز إضافيّ للّبنانيين للاتفاق سريعاً على انتخاب رئيس، فتداعيات هذا الزلزال لن تنحصر في العراق فقط، بل ستمتد الى المنطقة بكاملها، ولبنان لن يكون في منأى عنها في هذه الحال.

وانطلاقاً من كلّ ذلك، يحاول جنبلاط توجيه رسائل في مختلف الاتجاهات للتأكيد أنّ تركيبة لبنان لا تحتمل خيارات مناقضة للخيارات التسووية، وهو لذلك لمّح مراراً إلى إعادة تعريف مفهوم الرئيس القوي، مستشهداً بتجارب رؤساء لم يملكوا كُتلاً نيابية كبيرة أو حيثيات شعبية واسعة، ولكنّهم تركوا أثراً كبيراً على المستوى الوطني.

ولفتَ المصدر إلى أنّ قناة الاتصال بين جنبلاط وبرّي مفتوحة دائماً بحثاً عن مخارج للأزمة، وأكّد أنّ برّي يشكّل صمام أمان للبنان واللبنانيين، وهو يسعى جاهداً أيضاً على طريقته لإنضاج تسوية رئاسية معينة.