الكاتب: فادي ثلج

المصدر: موقع NOW Lebanon

يتم تداول أخبار عن بعض العائلات اللبنانية الجنوبية، التي تعيش في دول عربية وخليجية وأجنبية، أنها تعمل على تغيير مذهبها الاسلامي، خوفاً من عواقب في البلدان التي يقيمون فيها، على خلفية مواقف هذه الدول من حزب الله وتورطه العسكري في سوريا وتوجّهاته السياسية.

أحد أبناء مدينة النبطية الجنوبية، من عائلة ز.، والذي يقيم مع أفراد أسرته في دولة خليجية، أوضح لموقع NOW أنه عدّل في وثائق أحواله الشخصية في المديرية العامة للأحوال الشخصية، وأضاف: "كلّفت أحد المحامين متابعة الإجراءات القانونية لجميع أفراد أسرتي لتغيير مذهبهم على بيانات إخراج القيد العائلي والإفرادي، إلى المذهب السنّي"، كاشفاً أن عدداً لا يستهان به من العائلات الجنوبية التي تعيش وتعمل في دول عربية وخليجية، عمدت إلى ذلك، وتحديداً بعد التورط المفضوح لحزب الله في الحرب السورية.

زينب ن. قالت من ناحيتها لـNOW إن أحد إخوتها وهو يعمل في دولة خليجية "اضطرّ لتغيير مذهبه منذ سبعة اشهر، نتيجة ترحيل بعض الاشخاص الذين ينتمون فكرياً وعقائدياً لحزب الله"، مشيرة إلى أنه فعل ذلك "خوفاً من أن يناله ما نال الآخرين، ولذلك قبل تجديده للإقامة حضر إلى لبنان واستبدل مذهبه، والمشكلة أنّ معظم الدول تعتبر أن جميع اللبنانيين الجنوبيين يؤيدون حزب الله، لكن العكس صحيح، فمعظم أفراد عائلتي هاجروا من لبنان نتيجة ممارسة حزب الله الهيمنة على الطائفة الشيعية".

المحامي أيمن البابا، والذي يعمل محامياً بالاستئناف وممثلاً لنقابة المحامين في بيروت في المحكمة الشرعية السنّية في مدينة صيدا، قال لـNOW إنه "في الحقيقة هناك استبدال مذهب في عدة مناطق جنوبية لعائلات تعيش في الخليج العربي. يعتقدون بأن تغيير واستبدال المذهب يدعم وجودهم في الدولة الخليجية التي يعملون فيها".

وأضاف البابا: "هذه الفكرة حديثة، وانتشرت بين المغتربين في الآونة الأخيرة وخاصة بين العائلات الجنوبية التي هي من مذهب إسلامي معيّن خوفاً من ترحيلهم من عملهم من الدول الخليجية، وخاصة في ظل التداعيات السياسية والأمنية الخطيرة التي حلّت على لبنان بسبب ظروف إقليمية وهاجس العائلات الترحيل وخسارة وظائفهم او تجارتهم".

وقال البابا: "أنا شخصياً عملت على تغيير مذاهب إسلامية الى مذاهب إسلامية أخرى لعدة عائلات جنوبية، والمعاملة القانونية لتغيير المذهب والقيد ليست صعبة، تبدأ بحضور صاحب العلاقة شخصياً، وتسمى استبدال مذهب، تقدّم في المحكمة الشرعية السنّية في المحافظة التي يقيم فيها، ثم يتقدم صاحب العلاقة إلى دار الإفتاء بطلب ليحصل على حكم لاستبدال مذهب، ثم إلى مختار المحلة لتقديم محضر الحكم الشرعي، بعدها يتم تقديم المعاملة إلى رئيس قلم النفوس بحضور صاحب العلاقة لاستبدال المذهب الإسلامي بالمذهب الجديد وتسجيله في السجل الأساسي".

وإذ أكد البابا أن "تغيير المذهب على أوراق النفوس، لا يغير بالعقيدة أو بالانتماء السياسي، بل هو تغيير على الورق فقط للحصول على مصلحة خاصة لصاحب العلاقة"، ذكر أن جميع من ساعدهم في تغيير مذاهبهم قالوا له هذا الكلام.

وبحسب ما تعتقد هذه العائلات، فإن الغاية تبرر الوسيلة، ومن غير الوارد لهم خسارة كل أرزاقهم وأعمالهم وما بنوه في هذه الدول، بسبب "الأحزاب الشمولية" في مجتمعهم وسيطرتها على قرار الجنوبيين.