الكاتب: حبيبة عبد العزيز من القاهرة

المصدر: موقع العربي الجديد

شهدت القاهرة، اليوم الأحد، ولا تزال، ثلاثة احتفالات رسمية احتفاءً بتنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد، وذلك في مقرّ المحكمة الدستورية العليا، وقصرَي الاتحادية والقبة الرئاسيين، ومنطقة النصب المطل على الطريق المؤدي إلى ميدان رابعة العدوية، في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة يتولاها جنود الجيش المصري، وبدأ بتطبيقها منذ مساء أمس السبت.

وفي مشهد أشبه بتدريبات الفرق العسكرية، وقف أحد ضباط الجيش، أعلى ناقلة جنود، بالقرب من المنصة، وأشار بحركات صارمة لقادة المركبات الآتية من مدينة نصر ليمروا بعيداً عن منطقة العمل، التي أمتلأت بأحواض الزهور، واصطفت بالونات ملونة مليئة بغاز "هيليوم" عند جانبيها.

وكانت مصادر أمنية في وزارة الداخلية قد كشفت، في تصريحات صحافية، عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الجيش لتأمين إجراءات حلف اليمين، ويندرج قرار إعلان، اليوم الأحد، عطلة رسمية، في هذا الإطار. وتتضمن الإجراءات نشر وحدات قتالية في محيط المحكمة الدستورية والقصرين الرئاسيين، وإغلاق طريق رئيسي يؤدي إلى المحكمة الدستورية، فضلاً عن نشر 6 آلاف ضابط ومجند إلى جانب أجهزة للكشف عن المفرقعات.

وقال مساعد وزير الداخلية، اللواء مدحت المنشاوي، إنّ "قوات العمليات الخاصة، المشاركة في التأمين، ستكون مسلّحة بأنواع الأسلحة كافة الخفيفة والثقيلة".

وانتشرت قوات من الجيش في محيط النُصب، الذي يبعد أمتاراً عن جامعة الأزهر التي شهدت حراكاً طلابياً مناهضاً للانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي أسفر عن مقتل 70 طالباً معارضاً في حينها. وحرصت قوات الجيش على وضع الأسلاك الشائكة بكثافة على جانبَي الطريق، تحسُّباً لاندلاع تظاهرات طلابية بالتزامن مع مراسم أداء اليمين الدستورية.
في هذا المكان بالتحديد، وقبل حوالي 11 شهراً، قُتل 80 شخصاً وأُصيب 299 آخرين برصاص قوات الشرطة المصرية، التي حاولت فض اعتصام أنصار مرسي، في ميدان رابعة العدوية، في 27 يوليو/تموز الماضي، في ما عُرف بـ"مذبحة النُصب التذكاري". حقيقة يدركها المصريون تمام الادراك، ولن تستطيع أنّ تمحيها كل إجراءات الجيش وقوى الأمن وحضور زعماء العالم والضجيج الإعلامي المصاحب للمناسبة.