الخطأ الإستراتيجي الجسيم الذي يرتكبه فريق 14 آذار وكل الأطراف المناهضة لسياسة حزب نصرالله، هو أنهم جميعاً يتعاطون مع تعبير "المقاومة" وكأنها ميّزة ملك للحزب وصفة حكراً على جناحه العسكري، ....فيرفضوا إدراجها في أي عنوان وطني بما في ذلك البيان الوزاري .... 
والحزب بدوره يتعاطى معها وكأنه هو وحده المقصود بها .. فيصرّ على إدراجها هنا وهناك معتبراً أنها تشريع لتواجده ونشاطه العسكري والأمني على الأرض كما يحلو له.
المقاومة الوطنيّة هي حقّ لكلّ الشعب بكلّ أطيافه، وإدراجها في عناو...ين وطنيّة هو أمر لا يقدّم ولا يؤخّر لأنها جزء لا يتجزّء من الحسّ الوطني عند كلّ مواطن. 
يجب على كلّ الساعين وراء الوصول إلى دولة الديمقراطيّة والمؤسسات بمنطق الشراكة والوفاق والحوار والتوافق أن يعملوا بقوّة على نزع صفة "المقاومة الوطنية" التي هي حقّ لكلّ اللبنانيين بكلّ شرائحهم وأطيافهم وأحزابهم وطوائفهم ومذاهبهم ... عن الحزب الواحد الذي هو في نهاية المطاف طرف واحد من لون واحد ضمن هذا النسيج الشعبي اللبناني المتنوّع أفقيّاً وعاموديّاً، ... وأن يأكدوا على أنّ الجميع هم جزء من المقاومة الوطنيّة التي يفترض أن تكون انعكاساً وامتداداً لهم جميعاً في الهيكلية كما في التركيبة، وأهمّ من كلّ شيء .... في القرار، ...... وبالتالي أي احتكار لصفة المقاومة وخلق تواجد عسكري عى أساسها من قبل طرف طيف واحد في وطن متعدّد الأطياف وتحت مظلّة الدولة ..... هو تشريع صريح ومباشر لباقي الأطياف من أجل خلق مقاومتهم وتواجدهم العسكري .. لأن المقاومة هي من حقّ الجميع. 

لذلك لا بدّ من تقويم هذا الخطأ الجسيم والتوقّف عن تجيير صفة المقاومة لحزب نصرالله، وإعادة هذه الصفة إلى مرآة الشعب اللبناني مجتمعاً بكلّ أطيافه وتحت مظلّة الدولة الحاضنة للجميع.