لا يوجد في أي أمة من أمم اﻷرض (المتعددة المكونات) مقاومة وطنية يجسدها ويختزلها مكوّن واحد من هذه المكوّنات ..بحيث أنها من طائفة واحدة، ومذهب واحد من هذه الطائفة، وملّة واحدة من هذا المذهب، ولها مرجعية واحدة، وبإمرة حزب سياسي واحد له رؤياه الخاصة به.....
فالمقاومات في اﻷوطان هي نسيج يضم الغالبية الساحقة لشركاء الوطن من أحزاب وطوائف ومذاهب وملل ... وهي تأتمر بهيئات مشتركة مؤلفة من جميع هذه المكوّنات في الوطن وترعاها مباشرة الحكومات الوطنيّة... 
وبالتالي فإنّ هذا الشكل والتركيبة الحالية لما يُسمّى بالـ "المقاومة" في لبنان .... يشرع لباقي الأطراف حُكما أن يؤسسوا أجنحة مقاوماتهم العسكرية .... فما يحق لطرف سياسي يحق لكل الاطراف السياسية ... وما يحق لطائفة يحق لكل الطوائف ... وما يحقّ لمذهب يحق لكل المذاهب 
ومن إشارات تخبّط الحزب في القراءة الخاطئة لواقعه والتسويق الفاشل لرؤياه العبثيّة، هو التناقض الواضح في خطابه السياسي، ..... فعندما يدّعي أن لبنان محكوم بالتوافق والتلاقي بين مكوناته، وأنّ لا أحد يُقصي أحد، ولا أحد يهمّش أحد، ولا أحد يفرض رأيه على أحد، وأنّ هذا الوطن هو للجميع .. وأن الحوار والتفاهم والشراكة هي الممر الوحيد في القرارات المصيرية .... ثم يؤكد من جهة أخرى إستمراره في خوض حرب خارجية غير آبه لرأي شركاءه في الوطن أو بالتبعات المدمّرة لهذه الحرب على الوطن بشرا وحجرا وامنا واستقرارا....
فأين التفاهم الذي يقصدونه ؟ أين التلاقي ؟ وأين الشراكة ؟ وأين التوافق ؟ وأين الحوار ؟