ما زال الارهاب مصرا على لعبته الدموية المتنقلة في لبنان وها هو يضرب من جديد بالامس في عملية أسماها غزوة السفارة الايرانية لم تحصد سوى الأبرياء ولم تطل إيران ولا سفارتها ولا مواطينيها بسوء , المتضرر الوحيد هو اللبناني سواء كان شيعيا أو سنيا وقد تضررت جراء هذه العملية دار الأيتام الاسلامية التابعة لجمعية المقاصد الاسلامية " السنية" وأوقعت أحد عشر طفلا يتيما بين الجرحى  .
إن عملية كهذه تعتبر عملية فاشلة  اذا ما أريد لها ان تضرب "العدو الشيعي "للارهابيين والتكفيريين وهي أصابت لبنان وحده وكانت حصيلتها استشهاد عدد من الأبرياء وسقوط عدد كبير من الجرحى لم تفرق بين شيعي وسني وكان الدم شيعيا وسنيا ما يؤكد أن هذا الإرهاب لم يعد طائفيا فقط وأن الإرهاب لا دين له ولا مذهب له وأن المستهدف هو لبنان وأمن لبنان ووحدة لبنان .
ولئن كان حزب الله مسؤولا عن استجلاب هذه العمليات منذ بدايتها الى اليوم جراء تدخله وقتاله في سوريا وهو بالفعل يتحمل مسؤولية كبيرة في فيما يحصل من استهداف اللبنانيين بالتفجيرات المتنقلة هنا وهناك  فإن هناك شريحة كبيرة في المنظومة السياسية اللبنانية هي ايضا مسؤولة ومسؤولة إلى حد كبير أيضا جراء الخطابات التحريضية والمذهبية التي باتت الخبر اليومي في تصريحات نواب ومسؤولي تيار المستقبل وقد بات تبرير هذه التفجيرات واضحا بعد كل تفجير إذ لا تقتصر التصريحات على الادانة ورفض الارهاب فقط بل تتعدى ذلك الى تبرير الارهاب وتغطيته بالتصريحات التحريضية والمذهبية علما أن هذه العمليات لم تستهدف حزب الله بشكل مباشر وكما هو معلوم فإنها تستهدف مواطنين لبنانيين لا شأن لهم بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد .من هنا فإن على قيادة تيار المستقبل أن تعيد النظر بهذا الخطاب التحريضي ووضع حد لخطابات نوابها ومسؤوليها لتكون خطابات على مستوى المسؤولية الوطنية والاخلاقية ,كما عليها أيضا أن لا تكون البيئة الحاضنة لجماعات الارهاب والتكفير انسجاما مع ما ورد في الخطاب الاخير لرئيس تيار المستقبل الرئيس الشيخ سعد الحريري الذي رفض بشكل قاطع أن يكون تيار المستقبل جزءا من هذا الارهاب وكل ما يتصل به .
وفي هذا السياق نتمنى أن تنسحب الاجواء الايجابية التي رافقت تشكيل الحكومة على التصريحات والاطلالات الاعلامية لكل من المسؤولين السياسيين في تيار المستقبل وحزب الله ووضع حد لأبواق التحريض والفتنة والاستفادة من الاجواء الايجابية التي طبعت اللقاء الذي جرى بين وزير العدل اللواء أشرفف ريفي ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا وكذلك الاستفادة من الاجواء الايجابية التي سادت يوم امس بعد التفجير الارهابي والتصريحات المسؤولة التي أدلى بها وزير الداخلية نهاد المشنوق .

كاظم عكر