بدت أروقة وزارة الداخلية والبلديات اليوم كالعادة كخلية نحل، ولكن هذه المرة للانتهاء من تدابير التسلم والتسليم. وبالرغم من ثقل المهام التي ستسلم بعد سنتين وثمانية أشهر كانت الأصعب أمنياً على لبنان خلال الفترة الاخيرة، إلاّ أن صدق وقرب وزير الداخلية السابق مروان شربل من هموم الناس جعلها أكثر سلاسة. ولطالما عانى شربل من الانتقادات التي كانت تنهال عليه بعد كل تصريح، لاسيما الانتقاد إلى حد الادانة عندما تفاوض مع أحمد الأسير لإزلة خيم    آخر أيام الوزارة مروان شربل يبكي الاعتصام، والمتشددين في طرابلس، وحتى مع مزارعي الحشيشة في اليمونة الذي حظوا بزياته بعد تصعيد تحركاتهم، محاولاً ايجاد حلّ يرضي جميع الأطراف، فكان الترحيب به "على أصولو". وبدوره أكدّ شربل أنه "طوال فترة توزيره لم يكلّف الدولة بأي أعباء مالية بل على العكس فقد عمل على التوفير قدر الإمكان"، موضحاً أنه لم يكن يناشد السارقين في تصريحاته، وقال "من يدّعي أني لم أحسن التصرف فليأتي ويجلس مكاني و يجرّب".  وأعرب شربل عن سروره وامتنانه للاتصالات التي وردته، مشيراً إلى ان "منهم من اتصل باكياً لتسليمي الوزارة"، مؤكداً: "لن أنساكم ومحبتك ستبقى في القلب".  وبعيداً عن الحشيشة وبالعودة إلى الوزارة، ينتظر أولاد شربل والدهم لينهي يومه الأخير بين المكتب والأروقة، فيما يودّع شربل الوزارة فرحاً بانجازته "المعلنة منها وغير المعلنة"، لكن عينه لم تدمع إلاّ عند ذكر من وقف دائماً لجانبهم. وحتى موظفو الوزارة جميعهم عاشوا يوماً حزيناً لوداع شربل، على أمل ألاّ يعيش محبوه وحتى منتقدوه الفترة القادمة تحت شعار "يا ويلنا من بعدك".