لم يكن الاتفاق على تشكيل الحكومة اللبنانية الأخيرة حدثا عابرا في الحياة السياسية في لبنان ,بل يأتي هذا الاتفاق على خلفية ايجابية تشهدها العلاقات بين جميع الأفرقاء على الساحة اللبنانية ,وستنسحب هذه الايجابية على باقي الملفات المرتبطة بالحكومة لا سيما البيان الوزاري حيث من المتوقع أن لا تأخذ المناقشات حوله وقتا كبيرا وسيتم التعاطي معه من قبل الاطراف بنفس الايجابية التي سادت تأليف الحكومة .
وتعود هذه الإيجابية إلى ما يجري في الكواليس من مشاورات بين الأفرقاء السياسيين في لبنان وخصوصا بين تيار المستقبل وحزب الله وتحديدا بين الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ورئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري ,وتشير المعطيات الأولية أن رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون قطع شوطا لا بأس به في شأن الوساطة التي يقوم بها بين السيد نصر الله والرئيس الحريري وقد أعلن العماد ميشال عون أنه التقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري لهذه الغاية مشيرا الى إلى أن من يريد أن يقوم بوساطة بين اطراف متخاصمة عليه أن يلتقي جميع الأفرقاء ومن هذا المنطلق جاء اللقاء بالسيد نصر الله والشيخ سعد .
وفي هذا السياق جاءت زيارة رئيس لجنة الارتباط و التنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا الى وزير العدل اللواء أشرف ريفي في منزله في الاشرفية ولئن كانت الزيارة للتهنئة بالوزارة الجديدة إلا أنها تحمل أكثر من معنى في هذه المرحلة بالذات وتؤكد أن صفحة جديدة فتحت بين المستقبل وحزب الله خصوصا وأن اللقاء جاء بحضور رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان ورئيس غرفة العمليات في قوى الامن الداخلي العميد حسام التنوخي ,ويأتي هذا اللقاء لاعادة فتح قناة الاتصال الخلفية بين تيار المستقبل وحزب الله وهي قناة الاتصال الامني والسياسي بين الطرفين والتي قطعت بعد إحالة اللواء ريفي الى التقاعد .وفي هذا اللقاء جرى اتصال تهنئة بين الحاج وفيق صفا ووزير الداخلية نهاد المشنوق .
وتأتي هذه المستجدات مباركة كل من السيد نصر الله والرئيس الحريري على خلفية الاجواء الايجابية الاولية التي سادت وساطة العماد عون بين الطرفين والتي ستنسحب على ملفات اخرى كانت الى الامس القريب محل خلاف وجدا بين الطرفين .
ورأت مصادر متابعة ان هذا التقارب من شانه ان يؤدي الى حلحلة الكثير من الملفات والاستحقاقات القادمة سيما البيان الوزاري للحكومة الجديدة وملف انتخابات رئاسة الجمهورية .

كاظم عكر