مؤتمر جنيف 2، عقد في فندق "مونترو" السويسري بهدف حل الأزمة السورية المستمرة منذ 3 سنوات والتي حصدت أكثر من 200 ألف شهيد حتى الأن.

عُقد المؤتمر بحضور وزراء خارجية الدول المؤثرة في الأزمة والمبعوث العربي والدولي لحل الأزمة الاخضر الإبراهيمي وعدد من الشخصيات الأخرى إضافة إلى نجمي المؤتمر الوفد الممثل للنظام السوري والآخر الممثل للمعارضة السورية.

في اليوم الأول كانت الكلمات داخل إحدى قاعات الفندق. تحدث وزراء الخارجية والشخصيات الأخرى ورئيس وفد النظام وليد المعلم ورئيس وفد المعارضة أحمد الجربا.

الجربا وصف النظام بأبشع العبارات الممكنة والمعلم وصف المعارضة بأبشع العبارات الممكنة لا بل أنه تخطى الوقت الممنوح له للكلام.

إنتهى اليوم الأول وكان اليوم الثاني كان يوم للنقاهة والإستراحة في غرف الفندق وباحاته الخارجية و للأكل والشرب والإستجمام.

وبعدها كان اليوم  الثالث حيث إنطلقت المفاوضات بين الوفدين بوساطة الإبراهيمي. يومها خرج طرفي النزاع بدون أي نتيجة، لكن الإبراهيمي فضل تلطيف الاجواء بالقول أن الأمور تتجه نحو كسر الجليد. إنتهى اليوم الثالث، وجاء الرابع وبعده الخامس ومن ثم السادس ومن بعده السابع حتى كان اليوم الثامن هو اليوم الأخير. وكان المشهد هو نفسه يتكرر في كل الأيام.

ولا يمكن لنا أن ننسى أن المفاوضون كانوا يعودون بعد كل إجتماع إلى غرفهم ليأكلوا ويشربوا، ويتمتعوا ببعض النقاهة والراحة في غرف الفندق قبل إنطلاق اليوم التالي من المفاوضات الشاقة.

لقد تأجلت المفاوضات إلى العاشر من شباط، ذلك لأن طرفي النزاع تمسك كل منهما بأفكاره المريضة. فالمعارضة ظنت أنها ستحصل على السلطة بعد المؤتمر، والنظام بديموقراطيته المعهودة عقد الأمور بتأكيده أن الرئيس السوري بشارالاسد سيترشح لولاية أخرى.وهكذا ما بين عناد الطرفين، ضاعت الأيام الثمانية من دون التوصل لأي تقدم.

 لم يستفد الشعب السوري من هذا المؤتمر الهزلي بشيء. فالقتل إستمر والجوع إستمر وكل  شي مأساوي إستمر. فقط  إستفاد القيمين على فندق "مونترو" الذين حصلوا بعض الأموال على حساب أرواح السوريين. وبالتالي يقال: "مبروك لمونترو!!".

بلال نور الدين