الشيخ عمر ابراهيم الاطرش لم يكن معروفا في مسقط رأسه عرسال ويشير أقارب الشيخ عمر الأطرش (24 عاماً) إلى أنه وُلد وترعرع في بلدة المرج، في البقاع الغربي، وعاد إلى عرسال مع أهله منذ حوالى 12 سنة، ودرس علوم الشريعة في أزهر البقاع، وهو شيخ معمّم ومسجل في دار الفتوى، يؤم أحد المساجد في منطقة البقاع الأوسط، وليس في عرسال كما أشيع.
المعلومات عن الشيخ عمر لدى أقاربه ومعارفه في عرسال قليلة، نظراً لأنّ الرجل كان يتنقل بين عرسال والبقاع الغربي، حيث يعمل. ينقل عنه عارفوه أنه كان قبل الثورة السورية، فقير الحال، يتنقل على دراجة نارية لا يتجاوز ثمنها الـ400 دولار، لكن بعد فترة من انطلاق الثورة في سوريا أصبحت لديه نشاطات داخل عرسال، حيث كان يأتي بالمساعدات الإنسانية ويوزّعها على النازحين السوريين في مخيمات البلدة، ومنذ ذلك الحين بدأت تظهر عليه مظاهر الغنى حيث استبدل دراجته النارية بسيارة رباعية الدفع، يفوق ثمنها الـ20 ألف دولار.
عرف اسم الشيخ عمر الاطرش بعد توقيفه من قبل مخابرات الجيش بتهمة  تهريب انتحاريين وسيارات مفخخة بين لبنان وسوريا عبر المعابر الحدودية في منطقة عرسال
وبعد اعتقاله بثّت قناة الـLBC تقريراً ذكرت فيه أن الشيخ عمر إبراهيم الأطرش الموقوف لدى الجيش، ارتبط اسمه بكل من عبد المعطي أبو معيلق (فلسطيني) والشيخ عرفان معربوني اللذين كانا ينتميان الى "حركة الجهاد الاسلامي".
وبعد اندلاع الأزمة السورية ترك كل منهما الحركة، فاشترى عبد المعطي مزرعة في حوش الحريمي حيث كان يجنّد هناك عناصر جهادية وينقلهم الى سوريا، وانتهى دوره بعد دخوله الى مخيم اليرموك منذ سنتين. أما الشيخ معربوني فاستُدرج الى سوريا واعتقله الجيش السوري في تاريخ 8 آذار 2013.
وبعد اعتقال معربوني، أطلّ الشيخ عمر الأطرش على الساحة فكان دوره لوجستياً. أمّن انتقال الإنتحاريين من سوريا الى لبنان عبر عرسال، ونقل سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة.
كما نقلت قناةmtv عن مصادر أمنية إشارتها إلى أن موقوفين سابقين كانوا طرف الخيط في القبض على عمر الأطرش. وتبيّن بعد رصد الاتصالات أن "للأطرش تحرّكات ناشطة على الحدود اللبنانية السورية بهويات مزوّرة وهو يتردد مراراً إلى مخيم عين الحلوة"، وفق ما أفادت المصادر.
وتكمن خطورة الشيخ عمر الاطرش في الاعترافات التي ادلى بها حيث أفيد عن اعترافه بنقل عدد من السيارات الرباعية الدفع الى احد المستودعات على اطراف الضاحية يملكه شخص يدعى أبو سليمان». كذلك «أقرّ بأنه يعرف بعض من يجري التداول بأسمائهم كضالعين في الاعمال الإرهابية»، وبأن الفلسطيني إبراهيم أبو معيلق (الملقّب بـ«أبو جعفر») الذي قتل في اشتباك مع الجيش في شتوره، الجمعة الماضي، «كان مسؤولاً، بالتعاون مع شخص لبناني تجري ملاحقته، عن وضع خطة لعملية مثلّثة في قلب الضاحية الجنوبية، تتضمّن هجوماً بالرشاشات يقوم به انتحاريان، قبل أن يفجّرا نفسيهما، ثم تلحق بهما سيارة مفخخة، ولدى تجمع الناس لتفقّد مكان الانفجار، كما يحصل عادة، يقدم انتحاري على تفجير نفسه بالموجودين».
وتابعت المصادر أن الأطرش قدّم معلومات مهمة حول شبكة نقل السيارات المفخخة من الأراضي السورية الى لبنان عبر عرسال، وأنه تم استخدام أحد المخيمات الفلسطينية في بيروت، مرات عدة، كمحطة للانتحاريين أو للسيارات المفخخة
وقالت مصادر متابعة لقضية الاطرش أن جهات سياسية وأمنية قريبة من تيار المستقبل أبلغت عائلة الشيخ وتجمع المشايخ القريبين منه أن توقيفه من قبل الجيش لم يكن ليتم لولا وجود أدلة تدينه في أعمال كثيرة. ونصحت هذه الجهات أنصار الأطرش بعدم التصعيد السياسي لأن الامر لن يفيد.
كان الاطرش قد احيل يوم أمس على القضاء المختص وبعد دراسة ملفه من قبل القاضي صقر صقر ادعى عليه مع 12 شخصا أخر ينتمون الى القاعدة و كتئب عبد الله عزام  .
تقرير كاظم عكر