لا تزال عملية تأليف الحكومة العتيدة قيد المداولات ولم يتم التوصل بعد الى اي صيغة توافقية في ظل إصرار الاطراف المعنيين على مواقفهم من عملية التشكيل وتوزيع الحقائب .
وفي هذا السياق أوردت صحيفة النهار عن وجود معطيات جديدة تسعى إلى بلورة مخرج مقبول من شانه ايجاد حل لعقدة المطالب والشروط .
وفي هذه الأثناء أفيد عن وساطة يقوم بها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وقد أجرى مشاورات مع جميع المرجعيات السياسية للوصول الى توافق جدي على التشكيلة الحكومية وتتضمن مبادرة جنبلاط اعطاء تمثيل وازن للعماد عون مع وجود اقتراحات أخرى بقيت طي الكتمان ,وفي هذه الأثناء دخل رئيس تيار المردة النائب يليمان فرنجية على خط الوساطات التي تجري مع العماد عون مع استمرار حزب الله في وساطته .
ونقلت النهار عن اوساط مقربة من الرئيس تمام سلام
ان المراوحة مستمرة، لكن الابواب لم تقفل في وجه المساعي الجارية. وأشارت الى ان الرئيس سلام لم يكن تبلغ حتى مساء امس أي رد من "حزب الله". وأفادت معلومات ان الساعات الثماني والاربعين المقبلة يجب ان تبلور موقفا واضحا للحزب ليبنى على اساسه القرار الذي سيتخذه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وقالت ان الاجواء ليست سلبية تماماً في ظل تأكيد اوساط قوى 8 آذار جدية المساعي الجارية لتشكيل الحكومة .
وقالت جريدة السفير: عشرة شهور لم تلح معها بارقة أمل واحدة بقرب تشكيل الحكومة. صحيح أنه يؤخذ على ابن دارة المصيطبة أنه لا يتقن فن إدارة الوقت الضائع باللقاءات والمواقف والمبادرات، على غرار ميقاتي وأقرانه الآخرين في نادي رؤساء الحكومات، لكن الرجل وبتواضعه وإدراكه لظروف اختياره، قرر أن يقيم في "نادي الانتظار"، حتى جاءت الفرصة، وهو المدرك قبل غيره، بأنها فرصة إقليمية ودولية بالدرجة الأولى، ولا أصبع فيها لأي لبناني، من هنا أو هناك.
جاءت الفرصة، فتواضعت المطالب. سقطت المعادلات الرقمية والذهبية والشعارات البراقة. وصارت فرصة الجلوس على طاولة وزارية واحدة متاحة، قبل أن تهددها الحسابات السياسية والشخصية والطائفية، البراقة أو المملة.
كل استطلاعات الرأي، ومن مراكز مختلفة، ولحساب جهات سياسية متناقضة، تبين أن أغلبية الرأي العام اللبناني، وخاصة المسيحي، تريد حكومة اليوم قبل الغد. فماذا يمنع تمام سلام أن يبادر، بعدما أقفل "نادي الانتظار" وجاهر غيره بأنه خدم عسكريته، من رئيس الجمهورية إلى رئيس المجلس النيابي إلى كل الطبقة السياسية .
وأوردت في صحيفة الاخبار عن مصادر معنية بالمفاوضات أن إعلان حكومة وفق صيغة 8 ـــ 8 ـــ 8 لا تزال دونه عقبات كثيرة، خصوصاً لجهة «الغطاء المسيحي». فحتى اليوم، أضافت المصادر، لا توجد ضمانة لدخول القوات اللبنانية بدلاً من عون في حال لم تنجح المفاوضات معه. وإذا دخلت «القوات»، فهل يبقى حزب الله؟ وإذا خرج حزب الله، فهل سيبقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري؟ كل هذه الأسئلة لا تزال بلا أجوبة، ليضاف إليها، بحسب المصادر، سؤال مركزي: هل لدى سلام صيغة جاهزة لتقديمها إلى رئيس الجمهورية؟ وهل حلّ سلام كل العقد بينه وبين تيار المستقبل على توزيع الحقائب وعدد الوزراء؟
لا أجوبة عن هذه الأسئلة أيضاً. لكن «صورة الرئيسين سليمان وسلام على المحك». وهما مضطران، بحسب مصادر مطلعة على الاتصالات بينهما، إلى المباشرة خلال أيام في البحث عن صيغة جديدة. وهما أمام خيارين: إما تأليف حكومة 8 ـــ 8 ـــ 8 سياسية، من دون مشاورة أحد. وهذه الصيغة تعني «مغامرة محسوبة»، وهي لا تزال في حاجة إلى اتصالات إقليمية ودولية، فضلاً عن التواصل مع الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط لمعرفة رأييهما في صيغة كهذه، وإما حكومة أمر واقع حيادية.
وإذ لفتت المصادر إلى أنه لا وجود لعقبات إقليمية ولا دولية تحول دون تأليف حكومة جامعة وفق صيغة 8 ـــ 8 ـــ 8، إلا أن الشروط التي وضعها التيار الوطني الحر والقوات، إضافة إلى عدم مبادرة سلام للتفاوض مع عون، عرقلت نجاح مساعي التأليف.
من جانبه، أكد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أن «حزب الله ليس مكلفاً بالتفاوض باسم التيار الوطني الحر في ملف الحكومة»، وقال في حديث إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال ضمن برناج «كلام الناس»: «هناك اتفاق حصل ليلة تسمية رئيس الحكومة المكلف تمام سلام مع حزب الله وحركة أمل على 11 بنداً أساسياً، لكننا كنا واضحين أننا عندما نصل الى المرحلة التي تعنينا من حقائب وغيرها فهذا الأمر يعنينا نحن، وبلّغنا كل الأطراف ماذا نطلب، واعتبرنا هذا الأمر أكثر من منطقي وأكثر من محقّ». وأضاف: «نحن نمثّل أكثر من نصف المسيحيين، وقبلنا أن يكون لنا 4 وزراء من 12، وقلنا إننا نريد حقيبة سيادية وهذا طبيعي، كما طلبنا الطاقة والاتصالات لأن لدينا فيهما عملاً نريد استكماله». ولفت إلى أن«كل الذين التقيناهم أكدوا أنهم ليسوا متمسكين بالمداورة في هذا الوقت، إلا رئيس الحكومة المكلف». وتابع: «لا نعرف من هو أكثر من يشتهي وزارة الطاقة، لكن النائب وليد جنبلاط صحّح موقفه وأكد أنه لا يريد وزارة الطاقة. لم يكن أحد يريد وزارة الطاقة من قبل واليوم يريدونها. وهذا يعني أنها تعززت وأصبحت قيمتها أكبر». وأشار الى أنه «لم يطرح أحد علينا أي شيء»، موضحاً «أننا لسنا جزءاً من 8 آذار، ولسنا وسطيين، نحن التيار الوطني الحر». وقال: «يستطيع أي شخص من التيار الوطني الحر إكمال ما بدأت به في وزارة الطاقة، كما حصل في وزارة الاتصالات»، لافتاً إلى أن «هناك تياراً سياسياً أخذ وزارة، ولكن عندما قدمنا نموذجاً ديمقراطياً عن العمل بجدية نكافأ بالإقصاء
».