في وقت تنهمك القوى السياسية اللبنانية في مفاوضات تأليف الحكومة، يزيد مسلسل الخطف في لبنان يوماً بعد يوم. فبعد اختطاف المواطن غسان حداد منذ أسبوع لأسباب مالية، طاول شبح الخطف أمس الشاب جوليان جورج انطون، ابن السابعة والعشرين عاماً.

عند الثانية عشرة والنصف من صباح أمس تلقّت والدة جوليان اتصالاً من رقم مجهول يبلّغها أنّ ابنها مخطوف، طالباً فدية بقيمة 3 ملايين دولار مقابل إطلاق سراحه.

جوليان هو الابن البكر لرجل الأعمال جورج أنطون وأخٌ لشقيقين توأمين وفتاة، درَس وتخصَّص في مجال إدارة الاعمال، وهو خرّيج جامعة سيّدة اللويزة، من مواليد برسا الكورة ومن سكان كفرياسين، وكان تمّ العثور على سيارته من نوع "رانج روفر" (2006) رقمها 5228 من دون رمز في منطقة عيون السيمان.

وأجمع أصدقاء جوليان في حديثهم إلى "الجمهورية" على أنّه شابٌ محبوب من الجميع، مهذّب، ذو أخلاق حميدة، ولا أعداء له، مَرح ويحبّ الحياة، فضلاً عن أنّه مثابر ويعمل في مجال البناء مع والده. وقد أبدوا تعجّبهم من عملية خطف جوليان "وهو الذي يبتعد عن المشاكل"، كما قال أحد أصدقائه.

وأشار أحد القريبين من جوليان إلى أنّ "فتاةً استدرجته عبر "whatsapp" الى منطقة عيون السيمان، وهو قد اتصل بأحد أصدقائه لإرشاده إلى "أوتيل" في فاريا"، موضحاً أنّ "جوليان على اتصال منذ فترة بهذه الفتاة التي أبلغته أنّها تريد رؤيته وأنّها موجودة في المنطقة التي خُطف منها"، مرجّحاً أن تكون الفتاة وراء عملية خطفه.

وفي هذا الصدد، قال إيلي أبو جودة أحد أصدقائه المقرّبين لـ"الجمهورية"، "استيقظت صباحاً على رسالة قصيرة وصلتني تفيد بأنّ جوليان تمّ خطفه"، لافتاً إلى أنّه "تمّ الاتصال بي ليلاً، لكنّني كنت نائماً"، مشيراً إلى أنّه التقاه للمرّة الأخيرة منذ يومين. وأضاف: "عند الثامنة والنصف من مساء الأربعاء، صعد جوليان إلى فاريا لمقابلة أحدهم، وعند منتصف الليل تبلّغت والدته عبر اتصال أنّه اختطف".

وأكّد أبو جودة أنّ "والد جوليان ليس السبب في عملية خطف ابنه"، مرجّحاً أن "تكون الجهة الخاطفة قد تحرَّت عنه وعلمت بأنّه ثريّ، فعمِلوا على هذا الموضوع".

وقالت مصادر أمنية مطّلعة لـ"الجمهورية" إنّ "التحقيقات التي باشرتها الأجهزة الأمنية انتهت إلى تحديد الجهة التي خطفته ومكان وجوده، وهو في بلدة طليا البقاعية، وقد اتّخذت التدابير الأمنية اللازمة لمنع تهريبه أو نقله إلى جهة أخرى".

وأوضحت المصادر أنّ "تحليل الإتصالات الهاتفية انطلاقاً من هاتف الشاب المخطوف دلَّ إلى خريطة الطريق التي لجأ إليها الخاطفون، علماً أنّهم لا يبغون سوى الفدية المالية، بعدما تبيّن أن لا سبب شخصيّاً يقف خلف عملية الخطف سوى الضغط على والده للحصول على الفدية".

ويبقى السؤال: إلى متى سيستمرّ الخطف؟ وأين هي الدولة؟