العشاء الذي أقامه النائب ميشال المر في دارته في الرابية على شرف نجله رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الانتربول" الوزير السابق إلياس المر، جذب أنظار كثر من متتبعي السياسة في لبنان، لا سيما وأنّ شخصيات رفيعة سياسية وأمنية ودبلوماسية، بمن فيهم السفيران السعودي والإيراني، قد لبّوا الدعوة التي تمكنت من جمع الأضداد في السياسية المحلية والإقليمية إلى مائدة أبو الياس.

 

رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كانت علاقته بالوزير المر قد مرت بمرحلة جفاء، إستُقبل بترحيب حار جدًا من المر، الأب والإبن. رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي إعتذر عن عدم تلبية الدعوة "لأسباب أمنية" تمثل بعقيلته السيدة رندة بري، وبينما حضر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل، إعتذر رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع فحضرت عنه عقيلته النائب ستريدا جعجع... وزراء حاليون وسابقون، نواب حاليون وسابقون من فريق ١٤ آذار لبوا دعوة المر، إلا أنّ المفاجأة الأكبر كانت بحضور نواب من كتلة "الوفاء للمقاومة" على رأسهم النائب محمد رعد الذي قلّما يشارك في هكذا مناسبات اجتماعية.

 

 

الملف الحكومي

 

وقد أكدت إحدى الشخصيات التي شاركت في العشاء لـ"لبنان 24" أنّ مشاورات تأليف الحكومة العتيدة كانت "حاضرة في كل زوايا دارة آل المر، التي أمّنت مساء أمس أرضيةً مشتركة لإجراء أحاديث مباشرة بين مختلف الأطراف وشكّلت بالتالي مناسبة لإرسال رسائل على أكثر من خط وفي أكثر من اتجاه".

 

الرئيس المكلف تمام سلام حضر واستفاد من هذا الجمع السياسي ليتبادل الحديث مع أكثر من طرف معني بملف تشكيل الحكومة، فقد رُصدت دردشات وأحاديث جانبية بين سلام وعدد من الشخصيات المشاركة في العشاء تمحورت حول سبل الحلحلة المطلوبة في سبيل تأليف الحكومة، وفي هذا السياق جرى تشاور جانبي بينه وبين الرئيس سليمان كما لوحظ يتحدث مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في عراقيل التأليف لا سيما لجهة موقف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الرافض للمداورة في الحقائب، ولعل الحديث بين سلام ورعد قد تطرق بديهيًا لمدى إمكانية أن يمون "حزب الله" على حليفه العماد عون بغية خفض سقف شروطه الوزارية. كما كان لرئيس الجمهورية حديث مماثل مع النائب رعد.

 

 

.. والأمني

 

الهموم الأمنية لم تكن أقل حضورًا عن الهم الحكومي، إذ رُصد قائد الجيش العماد جان قهوجي وهو يبحث مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل الأوضاع الأمنية في البلد قبل أن يوسّعا دائرة الحديث مع عدد من ضيوف دارة المر، بما شمل شخصيات أمنية أخرى أدلت بدلوها في هذا المجال.

 

 

"العشاء طوى الجفاء"

 

وبطبيعة الحال، كان المحتفى به رئيس مؤسسة الانتربول (من أجل عالم أكثر أمانًا) الياس المر حاضرًا بقوة إلى مائدة المباحثات، وقد غمز أحد المشاركين من قناته بالقول ممازحًا: "العشاء طوى الجفاء" وربما نراه مجددًا على رأس إحدى الوزارات الأمنية إلى جانب مهامه في الانتربول".

 

(خاص "لبنان 24")