أفاد موقع "ديبكا فايلز" الإسرائيلي أنّ إيران باشرت في مشروع طارئ من أجل إعادة بناء أمن وأجهزة إستخبارات "حزب الله" لإعادة هيكلة الأوضاع بعد تعرّض معاقل الحزب لهجمات في العاصمة بيروت وفي مناطق أخرى من لبنان، منذ إنخراط الحزب في الحرب الدائرة في سوريا.

 

وبحسب الموقع، فقد حضر سرًا إلى بيروت الأسبوع الماضي، فريق مؤلّف من كبار المسؤولين في "الحرس الثوري الإيراني" ومن فيلق "القدس" بالتحديد، كذلك من وزارة الإستخبارات والأمن الإيرانية. وأفادت مصادر "ديبكا" أنّ "الخبراء وصلوا ضمن الوفد الذي رأسه مستشار وزير العدل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية  عبدالعلي ميركوهي الذي أتى إلى لبنان لجمع المعلومات حول التحقيق الذي جرى مع قائد "كتائب عبدالله عزام" ماجد الماجد، الذي توفي بعد إلقاء القبض عليه في الرابع من كانون الثاني الجاري. وكانت هذه الكتائب تبنّت مجموعة هجومات ضد مواقع تابعة لـ"حزب الله".

 

ووفقًا للموقع، فقد فارق الفريق السري من "فيلق القدس" الوفد الرسمي وذهب لإعداد مشروع طويل الأجل لإعادة بناء أجهزة الإستخبارات اللبنانية الخاصة به. وكان الوفد مزودًا بتوجيهات من مؤتمر طارئ عقده قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله واثنين من أبرز مساعديه هما المسؤول العسكري مصطفى بدر الدين ومسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا.

 

ونتج عن هذا المؤتمر ضرورة تشكيل فريق دائم من خبراء إيرانيين في بيروت وإعطائهم مهمة وهي إعادة بناء آليات الأمن والإستخبارات في "حزب الله" على نفس الخطوط الهيكلية التي تتكوّن منها الأجهزة الإيرانية.

 

ومن مقررات المؤتمر الإيراني مع "حزب الله" إعادة تشكيل وتعزيز قوّة الإستخبارات في الحزب وتقوية القدرات الأمنية لديه، بدءاً من شرق البقاع حيث يعمل الحزب جاهدًا لإخفاء خسارته في السيطرة على أمن تلك المنطقة، حيث المواقع التقليدية لمراكز قيادته الأكثر الأهمية والمنشآت العسكرية ومستودعات الأسلحة، بحسب الموقع الذي أضاف إنّه "لا يمكن لوحدات "حزب الله" أن تتحرك في تلك المنطقة والتنقل من مكان إلى آخر ليلًا أو نهارًا من دون التعرّض لسقوط صواريخ أو قذائف من الجانب السوري وبالتحديد هجمات من "القاعدة" والسلفيين اللبنانيين بمساعدة المخابرات السعودية التي تبدو متفوقة على الحزب من الناحية الإستخبارية وسهولة التنقل".

 

وأفاد الموقع أنّ "القادة في الحزب صُدموا عندما تمّ إستهداف مراكز قيادية عبر عمليات إنتحارية، بعد أن كانت مراكز هؤلاء في غاية السرية. وكانت الرسالة من الهجوم إبلاغ الحزب أنّه يمكن إستهدافه في أي مكان حتّى في مواقعه السرية".

 

أمّا المنطقة الثانية التي شدّد المؤتمر على ضرورة تعزيز أمنها، فكانت الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعرّضت لعدّة عمليات انتحارية في الأشهر الأخيرة. واعتبر الموقع أنّ "معقل الحزب العسكري والسياسي بات مفتوحًا لأي اختراق".

 

 

 

وأخيرًا، ذكر التقرير أنّ فريق الخبراء الإيراني سيقوم ببناء وتشغيل ذراع جديد للمخابرات لمقاتلي الحزب في سوريا، لافتًا إلى أنّ "قدرات الحزب الإستخباراتية تقلّصت في المعركة السورية ولا يمكنه الإعتماد على سوريا التي لم تعد تملك قدرات أفضل منه بكثير".

 

(Debka Files - ترجمة "لبنان 24")