استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها اليوم في لاهاي عند الحادية عشرة من قبل الظهر اليوم بتوقيت بيروت، وتابعت الاستماع إلى باقي الشهود الثمانية .

واستكملت المحققة الاسترالية روبن فرايزر اليوم الإدلاء بشهادتها وإبداء رأيها التقني في شرح الصور الملتقطة من الكاميرات الموجودة في محيط الانفجار الذي استهدف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005

وقد أشار القاضي مين إلى أنّه كان قد ذكر أنّه تمّ إعداد نسخة جديدة لتسجيلات أش.أس. بي. سي، فأكدت فرايزر أنّها متطابقة والطبيعة التقنية للتسجيل كانت رقمية.

فطلب القاضي مين مشاهدة الشريط بكامله للمرة الأولى عن شاحنة الميتسوبتشي ووافق على أن يكون دليلاً.

وأكدت فرايزر رداً على سؤال مين أنّ الشريط يسبق الوقت الفعلي بقليل، ويغطي 3 دقائق والتُقط من كاميرا في بنك، مشيرة إلى أنّ الفترة الزمنية بين دقيقتين ونصف إلى 3 دقائق، من الساعة 12 و52 دقيقة و36 ثانية إلى حين وقت الانفجار 12,55 و3 ثوان.

وقد أُعيد عرض الشريط مرة ثانية، وقالت إنّ الشاحنة تسير ببطء أكثر من باقي السيارات، ونشاهد عدداً من السيارات التي تتحرّك على الطريق وعدداً من المارة، ثم موكب الحريري والانفجار.

وطلب مين شرحاً عن تحركات الشاحنة، فقالت فرايزر إنّ سرعتها أبطأ من سرعة باقي السيارات بعشر مرات.

وسأل مين إنّ كانت تشبه الشاحنة في الأشرطة السابقة بالاستناد إلى الشريط والشاحنة، فأكدت فرايزر ذلك، مشيرة إلى أنّ القماش المشمع في خلف السيارة الذي يغطي مؤخرة مركبة الشاحنة يشبه القماش الموجود في الصور الأخرى وينتهي على سطح الشاحنة لما شاهدناه في شاحنة النفق فندق فينيسيا، وقالت إنّ صور النفق بالأبيض والأسود وفي كاميرات الأش.أس. بي. سي بالألوان. والقماش والشاحنة متشابهة في الأشرطة وكذلك اللون والارتفاع في الأشرطة الثلاثة وتحديداً النافذة الجانبية الأمامية، لافتةً إلى أنّ الشاحنة التي ظهرت في الصورة لكاميرات الـ أش.بي.سي. تشبه الشاحنة التي خرجت من نفق فينيسيا

وعن نوعية الصورة ووضوحها، قالت فرايزر إنّ النوعية ليست مرتفعة وتحديداً إنْ حاولنا توسيع الصورة أو التعرف على أحد المارة، فالوجوه يمكن أن تكون غير واضحة وإنْ لاحظنا هناك العديد من النقاط والظلال ولا أعرف مستوى التطابق لكنه غير كاف، ولا أظن أنّه يمكن تحسّن الصورة ليكون واضحاً.

وعما إذا كانت أجهزة التشويش تؤثّر على نوعية كاميرا أش.أس.بي.سي، قالت فرايزر إنّها لا تعرف إن كانت مؤهلة للإجابة عن ذلك، مضيفة: لكنّي أعرف أنّنا لم نتلق أي معلومات تعتبر أن هذه الأجهزة قادرة على التأثير على الكاميرات والتجهيزات، إضافة إلى أنّ مشغل الكاميرات أبلغنا أنّ نوعية التسجيلات هي عموماً كما رأيناها وشرح لنا أنّ تسجيلات 3 أشهر تبقى محفوظة، أي الأقراص التي تحتفظ بالأشرطة، وقال إنّ بعض النقاط تختفي ولكنّها لا تؤثر على تطابق التسجيلات بل على الوضوح في الصورة.

كما أكدت فرايزر رداً على سؤال أنّ فان الميستشوبشي يسبق الموكب بحوالي دقيقة.

وأشارت إلى أنّ الشاحنة مرّت في مرمى الكاميرا وبعدها بدقيقة مرّ الموكب وبعدها وقع الانفجار، ولكن في ما يتعلق بموقع الموكب فإنّها لا تظهر في التسجيلات.

وعن تقييمها للمسافات، قالت: وفق ما أذكره أظن أنّ المسافة تبلغ 50 متراً. شاهدت كلّ أشرطة كاميرات المراقبة لـ أش.أس.بي.سي، وهي مشابهة من حيث النوعية وإنّ نظام كاميرات المراقبة هو نظام داخلي ولا يتأثر بالتأثيرات الخارجية.

وهنا اعترض القاضي أدفورد قائلاً: إنّنا نتحدّث عن أدلة تتعلق بشاحنة معينة وكيفية وصفها، وفي ما يتعلق بالشاحنة لم نحدّد أنّها كانت الميتشوبشي نفسها، فردّ القاضي راي بالقول: أخذنا بملاحظتك.

بدوره، سجّل المحامي إدوارد ملاحظة أنّ "هوية الشاحنة لم تُحسم بعد."

وتابعت فرايزر قائلةً إنّه "تم تحليل بعض الأشرطة، لدينا تقرير من الشرطة الفيدرالية الألمانية التي كانت قد حلّلت التسجيلات، حاولت تكبير الصور لكن لم تتوضح."

ونفت علمها بوجود أيّ كاميرات من مصدر آخر تغطّي منطقة السان جورج، غير التي اطّلعت على مضمونها.

وعرضت صوراً ثابتة لمنطقة فينسيسا سحبت من التسجيل، وهي أسهل للمشاهدة كما قال مين والذي طلب اعتمادها كدليل. وشرحت فرايزر فحوى الصور. وقد تمّ اعتمادها كدليل وهي كناية عن 24 صورة ثابتة.

وعرض القاضي مين بعض الصور من كاميرا مصرف أش.أس.بي.سي أمام المصرف وحركة المارة وعناصر الأمن، وتسجل أيضاً لحظة التفجير.

وسأل القاضي عاكوم عن تواريخ هذه الصور، فأجابت فرايزر قائلةً إنّ البرامج الإلكترونية التي استعملناها لتحليل صور كانت في 14 شباط، وعلى عكس صور النفق وفندق فنيسيا فإنّ كاميرات مصرف أش.أس.بي.سي لا تضع توقيتاً على الصورة نفسها بل على البرنامج الإلكتروني خارج الصورة، وعندما أخذناها سجّلنا التاريخ والتوقيت وبالتالي يمكننا أن نحدّد الوقت.

ولفت القاضي عاكوم إلى أنّ الصور السابقة لم تبين المقصورة التي كان يقف فيها رجال الشرطة، فأكدت فرايزر أنّ الكاميرا موضوعة في موقع منخفض أكثر من السابقة وهي تصوّر ما يحصل على الأرض أمام المصرف، أما الأخرى فهي في موقع أعلى على المبنى وبالتالي فإنّ الموقع المرتفع لا يلتقط تفاصيل ما شاهدناه في الكاميرا الأخرى.

وعن صورة لحظة الانفجار، قالت فرايزر إنّه بالمقارنة مع الصور التي تسبق الانفجار نلاحظ أنّ هذه المقصورة تدمّرت إلى حد ما وأصبحت بلا سقف.

كما عرضت صوراً من كاميرات المراقبة في مصرف أش.أس.بي.سي لناحية فندق فينيسيا من الجهة المعاكسة لموقع الانفجار، وقالت عن إحدى الصور: إنّها تلتقط وميضاً وهو وقت الانفجار، أي أنّه وميض الانفجار.

ثم عرض القاضي مين صوراً لشاحنة الميتسوبيتشي أثناء خروجها من نفق سليمان فرنجية باتجاه اليمين، مشيراً إلى أنّ "نوعية الشريط ليست عالية".

ثم باشرت فرايزر إلى تحليل صور كاميرات النفق، وأكدت أنّه عند خروج الفان من النفق في خط السير إلى اليمين فإنّه لا يسير على الطريق نفسه مع باقي السيارات بل يخرج عن الطريق ويتجه إلى خارج الصورة بعيداً عن عدسة الكاميرا، وقالت: لا نرى الشاحنة تمرّ على الطريق إلى اليسار وهي بعيدة من الصورة، وفي لحظات معيّنة تتحرّك إلى جهة اليمين.