رأى مصدر لصيق بالقيادة العسكرية لـ"حزب الله" عبر صحيفة "الراي"، ان "كل حديث عن خطوط حمر يراها حزب الله خطوطاً خضر، وكل الأسلحة المطلوبة والاستراتيجية موجودة ومنتشرة وبين ايدي قيادة حزب الله منذ زمن"، وقال: "ما يصلنا هو التحديث على الصواريخ وليس الصواريخ بحد ذاتها، والضجيج المفتعل على الياخونت وهمي، فهذا الصاروخ البحري ليس أكبر ولا أضخم من الـ C.802 الذي استخدمه حزب الله في ضرب الساعر-5 الاسرائيلي، وهو يتمتع بسهولة التحرك والمناورة. وهذا الصاروخ الحديث (الياخونت) قد ضُمّ الى مجموعة الصواريخ الفارضة لتوازن الرعب والتي تتمتع جميعها بسهولة المناورة والتحرك وسرعة الانطلاق بعد أخذ الإحداثية وتزويدها بالرادار الذاتي المزوّد به كل صاروخ، وهذه - من ضمنها الياخونت - تتمتع بمنصات إطلاق متحركة تتناسب مع عمل المقاومة وعمل الجيش المنظم غير النظامي مثل حزب الله".

واوضح المصدر اللصيق بالقيادة العسكرية لـ"حزب الله" أن "حزب الله لم يستخدم الفاتح 110 بمداه الـ 300 كلم في حرب 2006 هو الذي اشتهر اسمه حينها بالـ ما بعد بعد حيفا، فالقبة الحديدية الفولاذية التي تملكها اسرائيل لم تتعامل مع هذا النوع من الصواريخ التي استطاع حزب الله أن يكيّفها ويطوّرها بما يتناسب مع طبيعة معركته، ولهذا فان حلف الممانعة يعتبر ان الحرب الحالية وتلك المقبلة متعددة الأذرع حيث ستُستخدم فيها الأسلحة الجوية والبحرية والبرية والمدفعية الصاروخية، وبالتالي يجب الاستعداد لها على هذا المنظار"، مضيفاً: "مما لا شك فيه ان اسرائيل أجرت بعض الاختبارات على صواريخ متعددة، ويرضينا ان تستطيع القبة اعتراض 60 في المئة من الصواريخ، وهو ما يعني ان 40 في المئة منها ستصيب الهدف إذا كنا نتكلم عن الفاتح 110 الذي يملك منه حزب الله عدداً كافياً لحرب طويلة الأمد بعشرة أضعاف حرب الـ 2006 وهو أكثر دقة وأكبر تدميراً من اي صاروخ وقع على اسرائيل".

وتابع المصدر لـ"الراي": "حزب الله يملك صواريخ جوّالة تحلق على ارتفاع منخفض ولا يمكن للرادار رصدها إلا بعد فوات الأوان. وهذه الصواريخ التي تنتجها الجمهورية الاسلامية في ايران تستطيع ان تنقضّ على الهدف دون الاعتراض بتاتاً، عملاً بمبدأ صاروخ الكروز الأميركي. وكل ما يُنتج في ايران ويستطيع حزب الله استخدامه بما تفرضه عليه سهولة التحرك والإطلاق ومرونة الانتشار، أصبح في مخازننا منذ مدة، وقد أعلنت ايران عن إنتاجها صاروخاً بحرياً مداه 200 كلم يحلق فوق المياه على ارتفاع محدد ويُعدل ويُصحح ارتفاعه من خلال الموجات التي يبثها وبالتالي فإن اي قبة لا تستطيع منع هذه الصواريخ من تحقيق هدفها الدقيق بالإصابة".

وعن استخدام صواريخ متعددة، قال المصدر لـ"الراي" أن "حزب الله يملك باقة متعددة من الصواريخ التي يسهل انتشارها واطلاقها، من القريبة المدى الى المتوسطة، وهي متوافرة بكثرة في كل القطاعات والوحدات الصاروخية. اما بالنسبة للصواريخ الاستراتيجية، فحزب الله لم يملك الصواريخ ذات الوقود السائل مثل سكود دي او اي من عائلته (سكود اي بي سي دي) بل يستخدم الصواريخ ذات الوقود الصلب لسرعة انطلاقها، وكذلك يملك صواريخ ضمن التسليح العام للحزب كتلك التي تتمتع بمسار متعرّج شبيه بحركة الأفعى مع سرعة متنوعة لتفادي كافة الاجراءات المعترضة لتصبح عملية الإطباق عليها مستحيلة لعدم القدرة على تحديد نقطة التصادم. وقد استحدث حزب الله منذ العام 2006 وبعد المعركة مع اسرائيل صوامع تحت الأرض لاستضافة الصواريخ الاستراتيجية تحاكي أسلوب الصوامع التي أنشأها الاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة لمقاومتها للتدمير مستفيدا من باطن الأرض. كما يملك حزب الله صواريخ ضد المدرعات ونظام الـ TROPHY المزود على دبابات الميركافا وصواريخ جوية اعتراضية ومفاجآت متعددة لن يعلن عنها الا في حينه".

وختم المصدر اللصيق بقيادة "حزب الله" العسكرية بالقول ان "حزب الله يملك اكتفاء ذاتياً بنوعية الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية وغير الاستراتيجية حتى التخمة، واي زيادة في المعدات هو عامل سلبي لانتفاء الحاجة. وكل ما يُصنع في ايران او تملكه سورية يملكه حزب الله منذ زمن، لاندماج الخط الواحد والمصير الواحد امام التكفيري والعدو الاسرائيلي. وقد اكتسبت قوات المشاة والقوات الخاصة خبرة عملانية واستخباراتية وقوة مناورة على أرض الواقع وتعديل الأسلحة الفتاكة واستخدام الطائرات من دون طيار بكثافة والعمل الاستخباراتي خلف خطوط العدو، وهي خبرة تستطيع مواجهة اي جيش تطأ أقدامه في أرضنا وخصوصاً بعد قتال المنغمسين الداعشيين الذين يتمتعون بعقيدة لا ولن تملكها اسرائيل، وهو - اي حزب الله - يجابهها اليوم ويحقق انتصارات عليها في رقعة جغرافية أكبر من مساحة لبنان".