نحن اليوم أمام نهج جديد؛ حزم أكيد، لمواجهة كل جماعات الفوضى والتخريب والعسكرة المتأسلمة، من سنة وشيعة.
قمة الرياض الأميركية - الإسلامية، قطعت الشك باليقين، وتمّ العزم على مواجهة السياسات الخمينية الشريرة، وطبعا «القاعدة» و«داعش» وكل حركات الإرهاب المتأسلم، بالنسخة السنيّة.
من ثمرات الزيارة الأميركية التاريخية للرياض، بمباركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وخادم الحرمين الملك سلمان، إصدار قائمة أمنية موحدة للممنوعين. ومن هؤلاء هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» الخميني في لبنان.
طبعاً غضب الأخير، وهو المتهم بتسهيل وتخطيط أعمال الشر والفتن في سوريا وغير سوريا، وقال: «الوعد في جبهات القتال وليس في المؤتمرات»!
وزير الخارجية والمهجرين اللبناني، جبران باسيل، وهو رئيس التيار العوني وصهر الرئيس، قال بعد أن عاد من الرياض، وصدور البيان الختامي الذي تضمن، فيما تضمن، إدانة «حزب الله» وغيره من المنظمات المحظورة، قال إن الوفد لم يكن على علم بمحتوى البيان، وإن لبنان مستمر بالنأي عن الصراع، حسبما يتوهم طبعا! محاولة لإرضاء هذا الحزب، لكن أنصار الثنائية الشيعية؛ «أمل» و«حزب الله»، لم يرق لهم الكلام، فأين جبران من الكلمات الكثيرة على منصة القمة المضادة للحزب؟
تصنيف «حزب الله»؛ سعوديا وأميركيا، وخليجيا وبعض الدول العربية والأوروبية، لم ينته عند هذا الحال، فهناك مشروع عقوبات مالية ضد الحزب، وربما معاقبة النظام المصرفي المالي بلبنان، ما لم يتم عزل الحزب وأمواله.
النقطة الأخيرة هذه موضع جدل لدى بعض الساسة والمصرفيين اللبنانيين، بدعوى أن «المواطن البريء» لا علاقة له بالحزب.
وهذا صحيح، فنحن نعلم أن هناك كثيرا من اللبنانيين ضد الحزب ومغامراته، ورهنه للبلد، لكن الحزب عضو بالحكومة والبرلمان، والدولة اللبنانية عضو في النظام الدولي بما فيه من اتفاقيات قانونية عالمية. هناك وفود لبنانية بأميركا، لترويج المقولة التالية: «حزب الله» يجب ألا يكون أولوية للمواجهة، والأهم الانتهاء من مواجهة «داعش» بسوريا (متى؟)، وإن لبنان لا علاقة له بسياسات «حزب الله» وسلاحه (طيب الحزب أين يوجد؟ في كوكب آخر؟).
الأعجب هو ترديد هذه المقولة المكررة، وهي أن العقوبات المزمع تطبيقها على الحزب وإيران هي: «عقوبات كتبتها إسرائيل، وطلب من ممثليها في الكونغرس السعي لإقرارها»، حسبما قال الكاتب جهاد الخازن مؤخرا.
الحزب معاقب من دول الخليج ودول عربية وأوروبية أخرى... فهل كل هؤلاء فعلوا ذلك لإرضاء الصهاينة؟
على كل حال... الوقت وقت المواجهة، وليس التسويف، ولبنان في نهاية الأمر، دولة عريقة محترمة.

 

مشاري الذايدي