زار وفد إعلامي كبير الشريط الحدودي اللبناني مع إسرائيل استجابة لدعوة من حزب الله، ورافق الوفد في جولته ضابط من الحزب وقام بشرح الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في المنطقة.

ورفض الضابط الإجابة المباشرة عن أسئلة الإعلاميين التي تتعلق باستعدادات حزب الله ونواياه، مشددا على أن القرارات في هذا الصدد تتخذها القيادة.

ويؤشر هذا المناخ على نية حزب الله استدراج إسرائيل لمواجهة جديدة للتغطية على المآزق التي تعاني منها إيران من جهة، ولمواجهة المناخ الأميركي التصعيدي ضده والذي ينذر بشل حركته المالية.

وكانت حركة حماس تقوم عادة بهذا الدور في أي تصعيد مع إسرائيل لتخفيف الضغط على إيران، إلا أنه كما يبدو أن حماس اعتذرت هذه المرة فآل الأمر إلى حزب الله.

وأصدر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بيانا منددا بهذه الجولة، معتبرا أنها “ليست مجرد غلطة بل خطأ استراتيجي، إذ أعطى الحزب انطباعا وكأن لا جيش لبنانيا رسميا مسؤولا عن الحدود ولا دولة، والأسوأ من كل ذلك أعطى انطباعا وكأن القرار الأممي 1701 أصبح في خبر كان”.

ويرجح النائب عن حزب الكتائب اللبنانية سامر سعادة أن تكون “عودة الحزب إلى استخدام الورقة الإسرائيلية في هذا التوقيت غير مرتبطة بملف داخلي لبناني، بل تهدف إلى تخفيف الضغط عن إيران. وتمنى “ألا يكون حزب الله قد وجد في خيار الحرب مخرجا للأزمات وتغطية لكل المشاكل التي يعاني منها البلد”.

ويشدد النائب عن كتلة المستقبل خالد زهرمان على أن “المشهد الذي صممه حزب الله على الحدود اللبنانية لا يعدو كونه مشهدا إعلاميا وحسب، وهو يهدف إلى شد عصب جمهور الحزب لمواجهة توجه الإدارة الأميركية الجديدة المصر على محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي يشكل حزب الله جزءا أساسيا منه”.

وأفادت بعض المعلومات التي صدرت مؤخرا عن وجود ميل أميركي لإدراج مطار بيروت الدولي ضمن معادلة العقوبات الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، وتمت الإشارة إلى تسلم الأجهزة الأمنية اللبنانية معدات تفتيش دقيقة لاستعمالها في زيادة عملية الضبط الأمني في المطار.

ويشكل مطار بيروت المدخل الأساسي الذي يستخدمه الحزب لتهريب الأموال النقدية إلى لبنان التي تصل في طائرات إيرانية تستخدم المدرج رقم 1.

ويضع زهرمان موضوع العقوبات في إطار الأسباب التي فرضت على الحزب التفكير في افتعال مواجهة مع إسرائيل.

وعمدت إسرائيل مؤخرا إلى حفر العشرات من الخنادق، واقتلاع المئات من الأشجار في المناطق الحدودية مع لبنان في موقف فسر على أنه تمهيد لحرب برية مع حزب الله.

ويستبعد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد أن تذهب إسرائيل في اتجاه التصعيد وشن حرب فهي “مرتاحة جدا إلى وضعها وإلى وضع الحزب الهش حيث أن ما يجري في سوريا يناسبها كون الحزب مسؤولا عن تهجير مئات الآلاف من مكان إلى مكان في إطار تغيير ديموغرافي طائفي”.

وتربط بعض القراءات بين إحياء منطق الحرب على إسرئيل وبين محاولة مقايضة الأمن بقانون الانتخاب الذي يريده الحزب.

ويعتبر راشد فايد من جهته أن الاستثمار الذي يهدف إليه الحزب من خلال المشهد الإعلامي الحدودي يرمي إلى “إعادة خلق الظروف التي سادت في فترة الفراغ الرئاسي، حيث تكون المعادلة التي يطرحها على الجميع هي الاختيار بين الفراغ المؤسساتي، وبين مشروع النسبية الكاملة الذي ينادي به”.

ويشدد النائب سامر سعادة على أن محاولات فرض قانون انتخابي على أساس النسبية الكاملة تحت ضغط أمني من شأنه أن يخلق “شبكة من الأصوات المهمشة والمقصية التي تسعى إلى التعبير عن نفسها خارج إطار الدولة والمؤسسات والشرعية".