يواجه برشلونة الأسباني خصمه الإيطالي يوفنتوس، في معركة الإياب على ملعب الكامب نو، من أجل إتمام معجزة كروية جديدة مثلما صنعها أمام الفريق الباريسي، لكن ظروف برشلونة تغيرت عن مباراة إياب دور ال١٦ والمنافس تغير أيضاً، لذلك منطقياً العبور للنصف نهائي صعب جداً لكنه ليس مستحيل.

خسرت البرازيل في نهائي كأس العالم عام ١٩٥٠، حيث أعتقد الجميع أن الخسارة أتت بسبب أسلوب لعب المنتخب البرازيلي الذي يسمى بال"جينغا" أي الأسلوب المهاري والإستمتاع باللّعب، حتى ظهر بيليه وغير هذا المفهوم عند الشعب بالدّرجة الأولى والمدرب بالدرجة الثانية، وقاد المنتخب البرازيلي للفوز بكأس العالم عام ١٩٥٨ بنفس الأسلوب الذّي كرهه الجميع، أسلوب الجينغا.

لذلك إذا أراد البرسا الفوز والتأهل أو حفظ ماء الوجه إذا أصح التعبير، على أرضه وبين جمهوره، عليه أن يعود لأسلوبه وبما يؤمن اللاعبين به على الصعيد التكتيكي والفني.

إقرأ يضًا: أنشيلوتي قدم هدية الحسم وريال مدريد رفض ذلك

كان برشلونة بأفضل أحواله قبل لقاء الإياب أمام باريس، حيث كان مكتمل الصّفوف إضافةً لعودة روحه المعنوية بالفوز بستة مباريات وتسجيل أكثر من عشرين هدفاً وشباكه لم تهتز إلا قليلاً، لكن مع ذلك لم يكن هناك من يتوقع تأهل البرسا للربع نهائي، أما الأن فماسكيرنو ورافينها غائبان عن اللّقاء، والبرسا عائد من تعثرات سلبت الفريق روحه المعنوية، إضافةً لما حال إليه الوضع الدّفاعي السّلبي للفريق مؤخراً.

يعتبر التحضير الذّهني للمباراة من أساسيات الفوز خاصةً إذا كان الفريق يمر بفترة عصيبة ذهنياً، لذلك على لويس أنريكي العمل جاهداً لتحضير فريقه لمعركة بدنية وليست مجرد مباراة خروج مغلوب، خاصةً أنهم فعلوها من قبل بغض النظر عن الظروف المحيطة في المبارتين.

بغياب ماسكيرانو ورافينها فقَد برشلونة أحد أهم أضلعة خطة ٣-٤-٣، مما أجبر أنريكي على العودة لخطة ٤-٣-٣ لأكثر من مرة، لكن في مباراة اليوفي يجب أن يعود للأسلوب الأول، خاصةً أن برشلونة لايمتلك أظهرة فعّالة، لذلك باكو ألكاسير عليه أن يتحمل مسؤولية الطرف الأيمن لتوسيع الملعب ومشاركة ميسي حمل المراقبة الجماعية على الأرجنتيني، وبالمقابل على جوردي ألبا أن يُكمل الثّلاثي الدّفاعي في الخلف ليكون أول من يستخدم سرعته لإيقاف الكولومبي كوادرادو في الهجمات المرتدة التي عانى منها برشلونة في لقاء الذهاب في ملعب اليوفي، بالرغم من سوء مستواه في الفترة الأخيرة.

إقرأ أيضًا: مدريد بحاجة لإيسكو وزيدان غير مكترث

ذكر لويس أنريكي في مؤتمره الصّحفي أنه لو تحتم على فريقه أن يلعب بثمانية لاعبين في الهجوم، فلن يستبعد ذلك لأنه ليس لديهم ما يخسروه، لذلك من المهم الضّغط العالي في بداية المباراة والمساندة الهجومية من خط الوسط في الثّلث الأخير، إضافةً للتحرك من دون كرة لخلق مساحات في منطقة اليوفي الذّي سيتمركز بها في البداية كما متوقع حتى لو أن مدرب اليوفي ذكر عكس ذلك، لكن أيضاً مدرب باريس صرّح بأنه لن يدافع في الإياب.

اليوفي متسلح بنتيجة لقاء الذهاب، إضافةً لدفاعه القوي والمتماسك الذي يحرسه العملاق الإيطالي جانلويجي بوفون، إلى جانب سرعة الفريق في الإرتداد من الحالة الدّفاعية إلى الهجومية خاصةً أنه يمتلك عناصر مميزة بالثلث الأخير تستطيع خطف هدف وحسم اللّقاء، لذلك التوفيق سيكون عامل من عوامل تأهل الفريقين بشكل أساسي. 

سيكون الشّوط الأول محدد الفريق المتأهل بنسبة كبيرة، إن تسجيل البرسا هدف او هدفين سيصاعد نسبة تأهل الفريق الكتلوني والنتيجة مفتوحة بنهاية المطاف، أما خروج اليوفي بشباك نظيفة في الشّوط الأول سيضع بذلك قدم ونصف في دور النصف نهائي.