من البديهيات القول بأن الله تعالى لم ينصر ( عسكريا )  أغلبية الأنبياء وكل أئمة أهل البيت ع على خصومهم وأعدائهم الحكام الظالمين الجائرين فماتوا وقُتِلوا مظلومين إما بالسم وإما بالسيف لكن مما لا شك فيه أن الله تعالى نصرهم معنويا حيث خلَّدهم في قلوب الناس الطيبين بوصفهم أطهارا وابرارا ومظلومين يحبهم الله حبا عظيما وجعلهم الطيبون قدوة لهم يتأسون بسننهم وشعائرهم ومناسكهم وفضائلهم ومناقبهم وهذا نصر ( معنوي )  عظيم وتكريم عظيم لهم .
لكن  السؤال الذي يجري على ألسنة كثيرين أنه لماذا الله تعالى لم ينصرهم نصرا عسكريا لماذا لم يتمكنوا من الإطاحة بحكام عصورهم واستلام مقاليد السلطة والدولة لكي يقدموا أعظم نموذج عن الدولة العادلة الفاضلة ?!
الجواب الواضح على السؤال الواضح هو :
أن الله تعالى لو أراد من الأنبياء وأوصياء الأنبياء أن يبنوا دولة وفق خريطة يريدها الله تعالى لمنحهم القوة المطلوبة لتحقيق هذه الغاية من جهة ولكشف لهم عن خريطة هذه الدولة التي يريدها سبحانه  بالتفصيل في آياته في الكتب السماوية الثلاثة في التوراة والإنجيل والقرآن وهذا الأمر لم يُذْكَر في الكتب السماوية الثلاث قط 
ولأن الله تعالى لم يبعث الأنبياء لكي يكونوا حكاما سياسيين وزعماء سياسيين وقادة سياسيين وإنما بعثهم مبشرين ومنذرين يكشفون للناس عن محرمات الله المحدودة جدا جدا جدا وعن الواجبات المحدودة جدا جدا جدا والتي لا تحتاج إلى دولة ولا إلى سلطة سياسية لإحيائها في قلوب الناس وعقولهم ومسلكيتهم إن الواجبات الدينية لا يجوز ان يستعمل الأنبياء ولا غير الأنبياء وسائل القوة والقهر والإكراه لكي يحملوا الناس ويجبروها على طاعة الواجبات لأن الواجبات إن لم يأت به الإنسان بالإختيار لا بالإجبار فهي واجبات فاسدة وباطلة عند الله تعالى . 
إذن الأنبياء وأوصياء الأنبياء لا يقاتلون حكاما سياسيين ليجلسوا مكانهم من أجل أن يسيسوا أمورا الناس السياسية من دون ان تقوم الناس لأجل ذلك وحينما لا تقوم الناس بإزاحتهم ولا تطلب الناس ذلك فلا يفكر حينئذ نبي أو وصي نبي بإزاحة حاكم من منصبه طالما الناس راضية به نعم يقاتل النبي أووصي النبي ومن حقه المشروع ان يقاتل حينما يمنع الحاكم السياسي أي نبي من نشر معتقداته بحرية بين الناس فيقاتل من أجل حرية المعتقد وكذلك الأمر لا يقاتل اي نبي أي حاكم سياسي ظالم إن لم تنصره الناس وتقف معه  في مشروع المواجهة مع الحاكم السياسي الظالم .