" العشر دقائق الأولى كانت سيئة للغاية، لكننا قدمنا بعد ذلك أشياء جيدة وكانت هناك فرص عديدة لنعود في المباراة." هكذا صرح المدرب الفرنسي زين دين زيدان عقب خسارة فريقه بالأمس بهدفين لهدف أمام فالنسيا في ملعب الميستايا.
بدأ الريال بالخطة المعتادة مع الإعتماد على الكولومبي خاميس رودريغيز في الجهة اليمنى، وبالمقابل أقدم مدرب فالنسيا سالفادور جونزاليس بالدخول بخطة ٤-٢-٣-١ على الورق بمنير وناني على الأطراف وأورلانا وزازا في العمق.

البداية السيئة:
لم يتوقع أحد أن يقدم ريال مدريد أحد أسوء بداياته في هذا الموسم، وسرعة البديهة لدى زازا منحته تسجيل الهدف الأول الذي أدى لفقدان تركيز الفريق المدريدي وخاصةً لاعبه الفرنسي فاران، مما سمح تسجيل الهدف الثاني من مرتدة عن طريق أورلانا.
تلقي هدفين بظرف عشرة دقائق سمح لفالنسيا بوضع أبجديته بإدارة الشوط الأول، وذلك بالإعتماد على منير وناني على الأطراف لمراقبة وسد الخناق على مارسيلو وكارفخال، مع التحول السريع لأورلانا للأمام لتصبح الخطة أغلب الوقت ٤-٤-٢ بإستخدام الضغط من الوسط وإغلاق المساحات لبناء هجمات مرتدة عند قطع الكرة.

 

إقرأ أيضًا: موسم فقدان هوية برشلونة والعد العكسي بدأ

توقيت هدف ريال مدريد:
سعى الريال للعودة من جديدة عبر محاولات عدة كانت أهمها تسديدات على مشارف منطقة الجزاء، لكن إغلاق الأطراف ومساندة زازا وأورلانا مرراً وتكرراً لزملائهم جعل مودريتش وكروس محاصرين وحدهم في العمق، وقد تأخرت مهمة الريال بالتسجيل حتى الدقيقة ٤٤، مما لم يتيح الوقت للتعديل وإستغلال فقدان تركيز لاعبي فالنسيا لأن الشوط كان قد إنتهى بالرغم من تسديدة رونالدو الخطيرة.

العرضيات:
بالغ الريال بأسلوبه بلعب العرضيات، وكثرت تلك الطريقة عند خروج ناني، وتراجع فالنسيا بشكل مبالغ فيه، لكن ما دمّر هذه الأولوية وجود مانجالا وجاراي الثنائي الممتاز على الصعيد الهوائي اللذان أبعدان الكثير من العرضيات، مع المراقبة اللصيقة للأظهرة المتقدمة من قبل أجنحة فالنسيا الذين إندمجوا مع الخط الخلفي ببعض الأوقات لتتحول الخطة الى ٦-٣-١.

التبديلات:
دخول جاريث بيل كان متوقع في الشوط الثاني بالرغم من أنها مخاطرة نوعاً ما في مباراة بدنية وعنيفة، خاصةً عند خروج فالنسيا من مناطقه لعدم إستفادة الريال من المساحات، وما أكثر الأخطاء التكتيكية التي إرتكبها لاعبي فالنسيا أمس.
لكن زيدان كعادته يعتمد أن يلعب بخطة ٤-٤-٢ عندما يكون خاسراً، خطة تقضي على عمق خط الوسط، ويصبح الضغط من على الأطراف لتسجيل عرضية ما.
وإذا كنا سنغفر لمدرب فالنسيا لقتله الجهة اليسرى هجوميا ً عند إصابة ناني أو إرتياح قلبيٓ دفاع مدريد عند خروج زازا لعدم وجود بدائل كافية، لكننا لن نغفر لمدرب الريال كونه يمتلك دكة غنية عن التعريف لانها تعتبر من الأفضل والأكثر تنوعاً في العالم.
لذلك إختيار تفريغ الوسط لأسلوب يُلعب من بداية اللقاء أمر غير مقبول، خاصةً أن الدكة تحتوي على إيسكو وكوفا إضافةً لرأس الحربة المتحرك موراتا.

إقرأ أيضًا: خيارات تكتيكية جديدة مع عودة جاريث بيل من الإصابة

باريخو:
في ظل قائمة فالنسيا الصغيرة، من الجيد وجود لاعبين لديهم مرونة تكتيكية كباريخو، فبالرغم من أنه بدأ المباراة كلاعب محور وإنتهى به المطاف كلاعب رأس حربة كان موجود بأغلب بقع الملعب بالأمس، وقدم تضحيات بدنية كبيرة في المباراة خاصةً عندما تحول لمهاجم صريح مساند للوسط.
المباراة كانت مؤجلة بسبب مشاركة الريال بكأس العالم للأندية، إلا أن زيدان رفض تقديم أعذار على ذلك النحو لكن بالطبع لو لعبت بالسابق المباراة لكانت أسهل على الريال في ظل إنهيار فالنسيا في ذلك الوقت، لكن الأهم الأن أن المنافسة عادت من مشتعلة من جديد مع الغريم التقليدي برشلونة بفارق نقطة وحيدة مع المباراة المؤجلة أمام سيلتا فيغو.