بعد أن سرَت تلميحات بأصوات خافتة أنّ مبادرة الرئيس الحريري ما هي إلاّ نتيجة كلمة سر خارجية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأنّ رئاسة الجنرال عون نالت أخيراً رضى الأميركيين بتوافقٍ إيراني وغضّ طرف سعودي بترك حرية القرار بيد الحريري.

إلى أن جاءت ملاحظة السيد جون كيري اليوم البالغة الأهمية، إذ أبدى صراحةً تشاؤمه بإنجاز الاستحقاق الموعود بانتخاب الجنرال عون رئيساً، مضيفاً أنّ عقباتٍ ومصاعب تعترض هذا الانتخاب، ويُظهر هذا التصريح أنّ الطبخة الرئاسية غير ناضجة، هذا مع التأكيد بأنّ الولايات المتحدة "راغبة" في إنجاز الاستحقاق، وهكذا أعاد كيري المسألة إلى ما كانت عليه منذ أكثر من سنتين، فعندما يتعذّر التوافق الإيراني السعودي تبقى أبواب بعبدا مقفلة، وهذا أمرٌ شبه بديهي، لا يمكن انتخاب رئيس لبناني جديد والساحات العربية مشتعلة، والمسألة السورية إلى مزيد من التصعيد، والعالَم بأسره عاجز عن لجم المذبحة الحلبية، وعليه، فلا ضير من إطالة أمَد الاستحقاق اللبناني حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذا الشرق المنكوب.