تمت اليوم مناقشة رسالة الماستر في معهد الدراسات الاسلامية - المسيحية في الجامعة اليسوعية  للطالب قاسم قصير وكانت النتيجة جيد جدا عن الدراسة حول تغير خطاب واداء حزب الله في لبنان بين العام 1985 وعام 2009 وكانت لجنة المناقشة برئاسة الدكتورة رولا ابي حبيب خوري وعضوية الاب الدكتور باسم الراعي وعميد معهد الدكتوراة للعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور طوني عطا الله .

 

وفيما يلي ملخص الدراسة 

بعض النتائج والخلاصات:

اما ابرز النتائج والخلاصات التي توصلت اليها في دراستي فتشير الى ان خطاب حزب الله واداءه قد خضع لتغييرات كثيرة منذ تأسيسه عام 1982 واعلان رسالته المفتوحة في العام 1985 وصولا لاعلان وثيثقته السياسية في العام 2009، وهذا التغيير  ناتج عن العديد من الاسباب والمعطيات سواء بسبب البيئة اللبنانية وتنوعها وتعدديتها ، او بسبب تغير تركيبة بنية الحزب الداخلية ، او بسبب الظروف والتطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة وعلى الصعيد الدولي بين العام 10985 والعام 2009.


ولقد برز التغيير بوضوح من خلال دور الحزب السياسي وعلاقته بالنظام اللبناني او التزامه ببعض القرارات الدولية وخصوصا القرار 1701، لكن يبدو ان هذا التغيير لم يصل الى البنية العقائدية والرؤية الفكرية الاساسية للحزب وكذلك لجهة التزامه بولاية الفقيه وعلاقته العضوية بالجمهورية الاسلامية الايرانية، ولذلك نلاحظ من خلال المقارنة بين الرسالة المفتوحة وبين الوثيقة السياسية وبعد استعراض النقاط الاساسية التي لا تزال تشكل جزءا اساسيا من عقيدة الحزب ومشروعه السياسي والجهادي يمكن الاستنتاج ان التغيير في الخطاب والاداء السياسي ما بين العام 1985 و2009 كانت تغييرا تكتيكيا وشكليا وخارجيا وليس تغييرا في المشروع الاساسي للحزب ، وان هذا التغيير اقتضته الظروف والمتغيرات والتطورات السياسية والامنية والعسكرية داخليا وخارجيا ، وانه لم يكن الحزب بقادر على الاستمرار وفقا للخطاب الذي طرحه عام 1985 لذا اضطر لتغيير الخطاب والاداء بشكل تدريجي والقبول بالدخول في اطار مؤسسات الدولة اللبنانية المختلفة ، لكن دون ان يتخلى عن دوره الجهادي وقوته العسكرية المتمثلة بالمقاومة الاسلامية ودون ان يتخلى عن علاقاته المركزية والاستراتيجية بالجمهورية الاسلامية الايرانية والالتزام بقيادة الولي الفقية المتمثل حاليا بالامام السيد علي خامنيء.


لكن هل يمكن ان يتحول هذا التغيير التكتكي والخارجي الى تغيير جذري ونهائي في عقيدة ومشروع حزب الله ؟ وما هي الشروط والاسس التي يجب على الحزب الالتزام بها كي يتحول هذا التغيير الى تغيير حقيقي ونهائي؟ وما هي التحديات والاشكالات التي يواجهها الحزب اليوم والتي ينبغي الاجابة عليها وتوضيحها؟


ان التحول والتغيير في خطاب واداء حزب الله من اجل ان يصبح حزبا سياسيا يلتزم بشكل كامل بالعملية الديمقراطية واسس بناء الدولة في لبنان يستلزم تغييرا حقيقيا في رؤيته الفكرية وعلاقته الاستراتيجية بالجمهورية الاسلامية الايرانية وبالالتزام باسس الدولة في قرارات الحرب والسلم ، وان يتحول من حزب عقائدي ديني  يضم عناصر من اتجاه ديني ومذهبي محدد  الى حزب سياسي وطني مفتوح لجميع اللبنانيين .


ويبدو ان هذا التحول غير ممكن في المرحلة الحالية نظرا لاستمرار الخلاف الداخلي حول الاستراتيجية الدفاعية وحول دور ومستقبل المقاومة في لبنان، وكذلك في ظل الصراعات الخارجية وانعكاسها على الوضع اللبناني وكذلك عدم الاتفاق على مستقبل النظام في لبنان ودور الطوائف في هذا النظام بعد مضي 27 عاما على اتفاق الطائف وتغير المعطيات السياسية والاقليمية والدولية التي ساهمت في توقيع اتفاق الطائف والبدء في تطبيقه .

كما ان اشتداد الصراعات في المنطقة ولا سيما في سوريا والعراق واليمن والبحرين والصراع السعودي – الايراني ومشاركة حزب الله في هذه الصراعات تحت حجج مختلفة ستؤدي الى الاستمرار في الخلافات حول موقع ودور الحزب في الحياة السياسية اللبنانية.


وفي النتيجة فان التغيير الشامل في خطاب الحزب وادائه يتطلب ظروفا اخرى داخلية وخارجية غير متوفرة حاليا ، لكن لا يمكن للحزب الاستمرار في نهجه الحالي الى ابد الابدين نظرا لتضارب هذا النهج مع متطلبات قيام الدولة وفي ظل المتغيرات المتوقعة في المنطقة في المرحلة المقبلة.