عن رسول الله ( ص:( العلماء أمناء الرسل ما لم يدخلوا فى الدنيا قيل يا رسول الله وما دخولهم فى الدنيا؟ قال عليه الصلاة والسلام: ":  إتّباعُ السُلطان!"  وبيان ذلك ؛ أن عالم الدين وهو فى لسان الروايات وارث النبي و أمين النبي ، طبيبٌ دواّرٌ بطبه ،كما كان النبى الاعظم ص كذلك؛ " طبيبٌ دوّارٌ بطبّه" والطبيب يبحث عن الداء و الدواء و هو يتفقد ذوى الحاجة والمرضى و الكل عنده سواء ولا يفرق بين شريف و وضيع بل فى هذا المجال كل ذى حاجة عنده شريف ولا يرى احدا من عيال الله وضيعاً , اذاً لو إقترب اقترب عالم الدين الى السلطان الجائر  وتقرّب منه زُلفة ,ولم يكن له ناصحا وواعظا , وكان له داعما , ابتعد بذلك عن الرعية طبعاً و هذا منافٍ لمهمة الطبيب المشفق فمكانة "الطبيب" فى الناس ( (فى ما نحن فيه طبيب الامراض النفسية والخلقية , من جهة السلطان الاستبداد والظلم , ومن حيث المجتمع تفشي مثل البخل والحسد والكبر والنفاق والغش والتكاثر والتفاخروووووو, يجمعها صفة الانحدار والانحطاط , ) ،بمافيهم السلطان و خَدَمَة السلطان، مكانة سامية و هل ترى احدا من ذوى العقول يرضى بأن يسقط من قمة الشرف والاحترام الى هاوية بطانة السلطان !؟ فجدير بالذكر ان اشير الى هذة الحقيقة بان الامام الخمينى ( قدس سره) يرى الولاية لمثل هذا العالم الذى من  صفاته " صيانة النفس " و " مخالفة الهوىٰ" ولا يتحصل لاحد هذه المرحلة الساميه والمنيعة الا بسلوكٍ روحانى وبتعليمٍ من استاذٍ واصل و ربانىّ الذى وصل الى هذه الذروة فى مخالفة الهوى وحب الجاه بعد جهد عظيم ورياضات و مراقبات دقيقة و لطيفة طيلة حياته اذن يمكننا ان نقول : إن مثل هذالعالم والفقيه مثل درّة في جوف بحرٍ , وجوده نادر وخاصة فى عصرالغيبة ( غيبة المعصوم عليه السلام) و غيبة مثل هذا الوارث الامين على ولاية الصالحين وعلى مصالح الرعية والدقيق فى تقرير مصير حياته السياسية و ادارة البلاد , جعل المسلمين يتخبطون في أزمات شتى , وأهمها الفتنة في ما بينهم , وإضاعة الحقوق والواجبات , وأدى بالمسلمين إلى أسفل سافلين .

بقلم الشيخ محمد أمجد \ كاتب إيراني خرّيج الحوزة العلمية في قم ,وله رؤية عن ولاية الفقيه مختلفة عما هو سائد ويُعمل به في إيران , ومقيم في لبنان , يحاول أن يوّفق بين قيم الحضارة الراهنة وبين التراث الديني