بعد ثلاثة أشهر على قضية العسكريين المخطوفين ما زالت هذه القضية في واجهة الاهتمامات المحلية والدولية والجديد على هذا الصعيد دخول العاصمين الفرنسية والاميركية على خط المعالجات حيث تحدثت  تقارير صحفية اليوم عن رسائل فرنسية وأميركية وصلت مؤخراً إلى القيادة القطرية تطلب التحرك سريعاً على خط ملف الأسرى اللبنانيين لدى تنظيمي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، ويأتي ذلك كتأكيد جديد على نزع أي فتيل تفجير في الداخل اللبناني، ووفق هذا التوجه جاء الحسم السريع للمواجهات التي حصلت في مدينة طرابلس قبل ايام  .

وعلى هذا الأساس لوحظ وجود تحرك جديد لقطر أكثر جدية من ذي قبل في التعامل مع ملف العسكريين المخطوفين  وفي هذا السياق، وصل الوسيط القطري إلى بيروت يوم الاثنين الماضي، أما التأخير في توجهه إلى جرود عرسال، «فمردّه ارتباط أمير «النصرة» أبو مالك التلي بمواعيد «خارج المنطقة»، وتبين أنه فور عودة الأخير، تواصل مع الوسيط القطري عبر «السكايب» واتفقا على موعد أمس. كما تواصل الوسيط نفسه مع أحد قادة «داعش» «أبو عبد السلام» الذي حدّد له موعداً للغاية نفسها.
ووفق المعلومات المتداولة، فإن الوسيط القطري يفترض أن يحمل معه للمرة الأولى مطالب كل جهة من الجهتين الخاطفتين، بالإضافة إلى لوائح اسمية بالعسكريين لدى كل منهما (أبلغه «داعش» أنه يحتجز 9 عسكريين وجثتين.. أما «النصرة» فيفترض أن تسلم اللوائح في الساعات المقبلة).
وتشير المعلومات إلى أن كل ما قيل سابقاً عن مطالب أرسلها الخاطفون «غير صحيحة نهائياً»، وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أبدى انفتاح الجانب اللبناني على خوض مفاوضات حقيقية وجدية بعيداً عن الإعلام على غرار مفاوضات أعزاز وراهبات معلولا.. بما في ذلك التفاوض مع الخاطفين مباشرة برعاية القطريين، خصوصاً أن الأتراك حسموا أمرهم بعدم الدخول على خط الوساطة في هذا الملف نهائياً.
وبيّنت المعلومات بعد زيارة الوسيط القطري، أن «النصرة» قد جمّدت أية أعمال قد تهدّد حياة العسكريين، وأن التفاوض مع هذا الفصيل «يكتسب مرونة مختلفة عن التعامل مع «داعش»، لكن لا يمكن الركون إلى أية وعود لا من هنا ولا من هناك، بسبب ارتباط هذا الملف بمعطيات أمنية متحركة على الساحة اللبنانية»، وفق مراسل «السفير» في باريس.
وكانت «خلية الأزمة» قد استمعت، أمس الأول، إلى شرح مفصل قدّمه اللواء إبراهيم ووزير الصحة وائل أبو فاعور الذي يتواصل مع الخاطفين يومياً، عبر الشيخ مصطفى الحجيري، في ظل تقديرات متقاطعة بأن الأمور تحتاج «إلى وقت وصبر وعدم حرق المراحل، خصوصاً أننا نجد أنفسنا للمرة الأولى أمام محاولة جدية لمعرفة شروط الخاطفين ومطالبهم»، على حد تعبير أحد أعضاء الخلية.