حذرت جهات عسكرية رفيعة المستوى في وزارة الدفاع البريطانية من خطة ذات رأسين يسعى تنظيم “داعش” الى تنفيذها: أحدهما باحتلاله 26 بلدة كردية شمال سورية وتطويق مدينة عين العرب- كوباني ذات الكثافة السكانية الكردية الهائلة، والآخر بالانتقال الى جنوب سورية على الحدود اللبنانية لاحتلال نحو 15 بلدة لبنانية شيعية واقعة على الحدود بين البلدين وتهجير سكانها، كما حدث في القرى الكردية شرق كوباني مثل الحرية وكوبرليك وقرنفل وكندال وخانية والجرن وسواها الأسبوع الماضي.

 

وأكدت الجهات البريطانية بهذا التحذير معلومات متكررة من أجهزة أمن واستخبارات لبنانية وأميركية وسعودية في بيروت تحدث بعضها عن بلوغ “حزب الله” مرحلة متقدمة في توسيع الخلاف بين الجيش اللبناني وبين “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” في قضية المخطوفين العسكريين من عرسال وتحويله الى حرب حقيقية بين الطرفين، وذلك لتحقيق أهداف عدة أهمها:

-1 تفجير العداء بين اللبنانين واللاجئين السوريين ليس في عرسال فحسب وانما على الأراضي اللبنانية كافة، بدليل حصول عمليات نزوح هائلة للاجئين من الجنوب والبقاع الى الشمال والجبل خلال الاسابيع الاربعة الماضية، وهذا التفجير يخدم مصالح بشار الاسد المتسبب في نزوح هؤلاء السوريين الذين بلغ عددهم نحو مليون و800 ألف بين مسجل وغير مسجل في لبنان.

 

- 2 تجذير العداء بين الجيش اللبناني والمعارضة السورية حتى المعتدلة منها مثل “الجيش السوري الحر”، بدليل اعتقال استخبارات الجيش الناشط الحقوقي السوري الناطق باسم الهيئة العامة للثورة في حمص أحمد قصير لأسباب مستغربة ومثيرة للجدل، سيما أنه أحد كبار الوسطاء السياسيين في قضية الجنود المخطوفين في عرسال.

 

- 3 محاولات حسن نصر الله المستمرة لإبعاد قطر وتركيا عن الوسطات الجارية مع “جبهة النصرة” و”داعش” لإطلاق الجنود اللبنانيين, بهدف تعميق الجفاء والضغينة في نفس المؤسسة العسكرية ضد هذين البلدين اللذين ساعدا لبنان في أكثر من حادثة مأساوية بينها حادثة مخطوفي أعزاز.

 

- 4 يحاول حسن نصر الله وايران من ورائه تفجير الحرب مع “داعش” و”النصرة” في عرسال, في سباق مع تفشيل الوسطات كي ينتقل القتال نهائياً إلى الجيش بدلاً من “حزب الله”, وتأليب الرأي العام الرسمي الدولي على هؤلاء الإرهابيين, بهدف استدرار عطف اميركا واوروبا لا على بشار الاسد فحسب بل على نصر الله وميليشياته الإرهابية. ويبدو ان نصف خطة الحزب لاقت نجاحاً في انسحاب دولة قطر من الوساطة, واقتراب الوساطة التركية أيضاً من الفشل, بعد التقارب الكبير بين “داعش” وأنقرة الذي أفضى إلى إطلاق سراح الأسرى الاتراك ال¯46 الأسبوع الماضي, في مقابل الاستمرار في دعم هذا التنظيم عبر بيع نفطه المستخرج من العراق وسورية الى الخارج, والسماح للمقاتلين في صفوفه بالمرور عبر الحدود التركية.

 

-5 بعد إعدام “جبهة النصرة” الجندي اللبناني الشيعي محمد حمية الاسبوع المنصرم, لم يعد لنصر الله اي اسرى من ناسه لدى الإرهابيين, وبالتالي لم تعد له مصلحة في الافراج عن أسرى الجيش الباقين وجميعهم من السنة والمسيحيين, وهو بالفعل يعمل مستميتاً لحمل الحكومة على إعلان الحرب على هؤلاء التكفيريين ولو أدى ذلك إلى إعدام الاسرى الباقين.