المصيبة التي حلت بعائلة حمادي الخراط في مدينة صيدا بفقدان ابنها الشهيد الجندي في الجيش علي الخراط الذي سقط بانفجار عبوة ناسفة استهدفت شاحنة عسكرية للجيش في عرسال، تحولت قبل ساعات معدودة من حفل تشييع جثمان علي ودفنه عصر يوم السبت الى مصيبتين بعد وفاة والده احمد الذي كان يعالج في مستشفى حمود الجامعي في صيدا فكانت جنازتين في موكب واحد.

وتضاعفت ماساة العائلة الفقيرة والمعدومة والام الثكلى ظلت تردد منذ تبلغها نبأ وفاة ابنها الذي كان يساعد العائلة في تامين لقمة العيش عبارة واحدة: "الله يحرق قلبهم مثل ما حرقوا قلبي" واما علياء الشقيقة التوام لعلي بح صوتها وهي تصرخ: "بحبك يا خيي وين تركتنا يا خيي والله يكون معاك ياخيي".
موكب التشييع انطلق من مسجد الشهداء بعد الصلاة على الجثمانين وأقيمت مراسم تأبين عسكرية للشهيد علي توزعت بين مسجد الشهداء ومقبرة صيدا الجديدة وكان في استقباله ممثلون لوزير الدفاع وقائد الجيش وقيادات عسكرية وامنية وهيئات دينية وحزبية على مختلف انتماءاتها .

وبعد منح الشهيد وسام الشهادة، ألقى ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد نصري عليق كلمة قال فيها: "بطلان جديدان من رفاقنا العسكريين انضما الى قافلة شهدائنا الأبرار، الجنديان الشهيدان علي الخراط ومحمد ضاهر، بعد أن استهدفتهما يد الارهاب الغادر، وهما يحرسان أرض الوطن، يدافعان عنها ويرسخان الأمن والاستقرار في ربوعها. العين الساهرة عند حدود الوطن في البقاع الشمالي تلقت حقد الارهابيين المرتزقة الذين ما انفكوا يعتدون على رمز السلم الأهلي في الوطن، على الجيش، على رجاله الموزعين في أرجاء البلاد شجرات أرز شامخة، لكن رد الجيش كما كان وسيكون دائماً، مزيداً من تضحيات جنودنا الميامين الذين يحفظون وصية الشهداء ويكملون مهمتهم ويحذون حذوهم في الشجاعة والبطولة ونكران الذات".

 

وقال ان "المؤسسة العسكرية تدرك تماماً خطورة أوضاعنا الداخلية وتشابك حقول الألغام بين زرعنا ونباتنا في مدننا وقرانا، وبالمقابل تؤكد قيادتها مجدداً أن الجيش لن يسكت على استهدافه لأنه يعني استهداف لبنان بأسره بشعبه وأرضه، برسالته ووحدته. كما أنه سيبقى بالمرصاد للارهاب ولكل متربص شراً بالوطن. وأنتم باخلاصكم وقدرتكم على تخطي الجراح والطعنات في الخصر ستكونون الدروع الواقية من خبث الخبثاء ومن غدر المجرمين يتقدمكم الجيش الذي أحبكم وأحببتموه وتعودتم على وقع خطواته في دروب الخلاص مهما زادت وعورتها ومهما نبتت على جوانبها الأشواك".

وتابع: "شهيدنا الغالي علي الذي نودعه اليوم بمرارة وأسى تعرف عنه مآثره الناصعة وخصاله الحميدة، كما تضحياته الجسام في خدمة مؤسسته. ويعرف عنه أيضاً انتماؤه الى بلدة عريقة في الاخلاص للبنان وعائلة كريمة قدمت ما فاق طاقتها من بذل وعطاء لهذا الوطن. فعهدنا للشهيد وعهدنا لكم أن نحفظ ذكراه الطيبة وأن تبقى دماؤه الطاهرة أمانة في أعناقنا حتى الاقتصاص من القتلة والمجرمين. بإسم نائب رئيس

مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني وباسم العماد قائد الجيش أتوجه بتحية تكريم الى روح الشهيد، وأتقدم من عائلته وأبناء بلدته ورفاقه بخالص العزاء".

احمد منتش 
النهار