أعلنت كولومبيا الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على رحيل (ساحر ماكوندو), الروائي العالمي الكبير (غابريل غارثيا ماركيز)، الذي ترك بصمات واضحة على الأدب العالمي من خلال أعماله، التي جمعت الأحداث الخارقة بالحقائق السياسية وبيوميات أمريكا اللاتينية. يعد ماركيز أحد أهم أساطين الرواية المكتوبة باللغة الإسبانية. قدمت أعماله أمريكا اللاتينية لملايين القراء في العالم, ووضعت (الواقعية السحرية) على خارطة الأدب العالمي, وهو أشهر روائي في أمريكا اللاتينية. بيعت عشرات الملايين من النسخ من كتبه. وكافح لسنوات كي يصنع اسمه كروائي رغم أنه نشر قصصاً ومقالات وعدة روايات قصيرة في الخمسينات والستينات أشهرها (عاصفة الأوراق), و(ليس لدى الكولونيل من يكاتبه). بدأ عمله مراسلاً صحفياً، ثم كتب روايته الملحمية (مائة عام من العزلة)، التي نال عنها جائزة نوبل للآداب عام 1982, وبيعت منها أكثر من 50 مليون نسخة في أنحاء العالم, وأعطت دفعة لأدب أمريكا اللاتينية. وفي هذه الرواية يمزج ماركيز الأحداث الخارقة بتفاصيل الحياة اليومية والحقائق السياسية في أمريكا اللاتينية. أشهر أعماله: (خريف البطريرك) عام 1975، و(قصة موت مُعلن) عام 1981، و(الحب في زمن الكوليرا) عام 1986، ومن أعماله الحديثة: (عشت لأروي), و(ذاكرة غانياتي الحزينات). وترجمت معظم أعماله إلى لغات عدة منها العربية. وتعتبر العزلة الموضوع الرئيس لعدد من أعمال ماركيز، وليس فقط (مئة عام من العزلة) التي تعد أهم أعمال الأدب الإسباني, وحمل خطاب قبوله جائزة نوبل للآداب عام 1982، عنوان (العزلة في أميركا اللاتينية), وقال فيه: إن (أننا نشعر في كل مرة وكأننا غرباء عن عالمنا، ونصبح أقل حرية وأكثر وحدة في كل مرة). لكنه انتقل هذه المرة إلى عزلته الأبدية تاركاً وراءه روائعه, التي استحوذت على اهتمام القراء في جميع أقطار الأرض فانتشلتهم من عزلتهم, وحلقت بهم في فضاءات الواقعية السحرية الممزوجة بالحكايات الخارقة.