بين «عداد الوقت»، الذي حذر من استمراره الرئيس نبيه برّي، ووصف دوامته بـ«حرق الوقت» وتأجيل تنفيذ الاستحقاقات المتمثلة ببناء مسؤولية السلطة التنفيذية عبر تشكيل الحكومة، وعداد المولدات، حيث نقل وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري عن الرئيس ميشال عون تأييده لقرار الوزير تركيب «عدادات للمشتركين بالمولدات الخاصة لتأمين التيار الكهربائي، والذي يجب ان يطبق في موعده ابتداءً من الأوّل من ت1، لأنه تدبير عادل لجميع الأطراف المعنيين به، وذلك في انتظار إنجاز الحلول الجذرية التي تضع حداً لأزمة الكهرباء». بين «العدادين»، يتمادى المتفائلون، الساعون إلى كسب الوقت لضرب مواعيد التأليف الحكومي، على طريقة انتظار سحب «اللوتو» فإذا لم يكن الخميس، يكون الاثنين..وهكذا دواليك.. أسبوع يطرد أسبوع، فبعد موعد الأضحى المبارك، ذهب المجتمعون إلى «عيد الصليب»، في 14 أيلول، والا إلى ما بعد بلورة حكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وإلا في فترة تسبق عيد الاستقلال في 22 ت2 أو تليه..
في 25 أيّار، كلّف الرئيس عون الرئيس سعد الحريري، بناءً على الاستشارات النيابية الملزمة تأليف الحكومة، وتتالى الشهر الأوّل والثاني، وها هي البلاد تقترب في 25 آب أي السبت المقبل من نهاية الشهر الثالث، والوضع التأليفي على حاله، الرئيس المكلف استمع إلى مطالب الكتل والتيارات الحزبية والطائفية، وبدأت المشاورات.. ولا تقدُّم فعلياً، الأمر الذي حمل الرئيس برّي، في مناسبة كشفية إلى إعلان عدم قبوله باستمرار حرق الوقت وصرفه دون طائل، داعياً إلى الإسراع بـ«لملمة الوضع والواقع المتشظي والمسارعة إلى تعويض الوقت الضائع».
وتساءلت مصادر سياسية معنية، عن الأسباب التي ضربت الجمود الذي ما يزال يمنع أي تواصل لا على مستوى رئاسي، ولا على مستوى وزاري، أو مفوضين، وكأن لا حجة لأي جهد أو مسعى..
ولاحظت المصادر انه على الرغم من ان الرؤساء الثلاثة في لبنان، فإن كلاً منهم يتابع جدول اهتماماته اليومية، وكأن الحكومة تألفت، والوزراء يعملون، ولا شيء يمنع من الأنشطة اليومية والروتينية..
وحذرت من أية محاولة لإعادة التلاعب بأوراق المعادلة اللبنانية ومن بينها الحريرية السياسية، حيث يُؤكّد الرئيس المكلف انه ماضٍ في جهوده مع فصل ملف التأليف عن أي ملف آخر..
البخاري في «بيت الوسط»
والأبرز في اللقاءات، استقبال الرئيس المكلف بعد ظهر أمس في بيت الوسط القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري.
وتطرق البحث بين الرئيس الحريري والقائم بالأعمال البخاري إلى العلاقات المميزة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية.
وكانت مناسبة، كرّر خلالها الرئيس الحريري شكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان على المكرمة التي خص بها آلاف الراغبين بأداء فريضة الحج لهذا العام، فضلاً عن شكر البخاري نفسه الذي وصف أجواء اللقاء بـ«الرائعة جداً»، رافضاً الخوض في مسائل خارج خطة العمل لتطوير وتحسين خدمات القنصلية التي تقدّم للحجيج للعام المقبل، داعياً إلى عدم الالتفات إلى شائعات تصب في مصالح غير مسؤولة.
وأشار البخاري إلى ان السفارة انجزت خمسة آلاف تأشيرة خلال 49 ساعة عمل.
كسر الجمود كيف؟
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان ما من تطور حكومي جديد في الافق والامور لا زالت على حالها واي محاولة لكسر الجمود الحاصل قد تحصل لكن لم يعرف توقيتها بعد.
 واشارت الى ان ما يهم الرئيس هو الاسراع في تشكيل الحكومة والمواضيع التي تتباين حولها مواقف الاطراف تبحث داخل مجلس الوزراء وليس خارج المؤسسسات الدستورية لاسيما وان الحكومة التي يعمل على تشكيلها هي حكومة وفاق وطني، لا تستثني أي كتلة من الكتل الوازنة.
وعلى وقع التهدئة بين المقرات الرئاسية، توقع مصدر عليم ان يغادر الرئيس الحريري في الساعات المقبلة بيروت لقضاء إجازة العيد في الخارج مع عائلته.. علىان يتوضح مسار «الفتور الرئاسي» بعد عطلة الأضحى المبارك.
في حين غاب معظم المعنيين بتشكيل الحكومة عن السمع اكتفى وزير الاعلام ملحم رياشي بالقول لـ«اللواء» :ان لا جديد على الاطلاق. ولم يبد ان هناك اي مقترحات او بدائل للمعايير والشروط التي كبلت التحرك وجعلت الامور تدور في دوامةالاوزان والاحجام.
وتبين ذلك من خلال مواقف الطرفين المعنيين اكثر من غيرهما القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي, الذي قالت مصادره النيابية ان موضوع اعادةالعلاقات بين لبنان وسوريا اضاف مزيدا من التعقيد على الوضع الحكومي وانه لا بد من تأجيل البحث بالموضوع لحين تشكيل الحكومة حتى لا يتسبب بانقسام نحن في غنى عنه.فيما قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي لـ«اللواء» انه لا يمكن لمزاج سياسي ان يفرض سياسات معينة على الدولة اللبنانية تضر بمصالح لبنان.
عقيص لـ«اللواء»: السيادية من ضمن الـ4 وزارات
واوضح نائب الجمهورية القوية جورج عقيص لـ«اللواء» ان القوات تضم صوتها إلى صوت كل من يطالب بتشكيل الحكومة ملاحظا تصلب وتشدد بعض القوى السياسية من دون موجب والصراع على حقيبة من هنا وهناك في حين انه من الحري بها مواجهة المعضلات المعيشية. واكد ان العمل التمثيلي على الارض متوقف وهذا يؤثر على السلطة التشريعية وعجلة المؤسسات.واشار الى ان القوات قدمت الكثير من التنازلات واخرها القبول بـ4 حقائب وزارية بينها سيادية من اجل تسهيل ولادة الحكومة معلنا اننا لم نسمع أي كتلة تعارض منحنا السيادية باستثناء الوزير جبران باسيل الذي لفت الى عدم ممانعته منحها من حصة اخرى غير حصة التيار ورئيس الجمهورية. وسأل: لكن لا افهم كيف تمنح احدى الوزارتين السياديتين المسيحيتين إلى فريق اخر. اعتبر ان حصة التيار والرئيس يفترض بها ان تكون 10 وزراء الا اذا تجاوزها يعني الحصول على الثلث المعطل علما انه يفترض الا يقوم هذا الثلث في ظل العهد، الا ان أوساط التيار الوطني لا تزال تتمسك بأحد عشر وزيراً للرئيس عون والتيار الوطني الحر.
ولم يخف مصدر سياسي في 8 آذار ان فريقي حزب الله والتيار الوطني يبحثان في خيارات بديلة لما يصفانه «بالجمود القاتل»، أو «العجز عن التأليف».
ودعا المصدر إلى انتظار موقفين حاسمين لهذه الجهة: الأوّل، في 26 الجاري على لسان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.
والثاني: للرئيس برّي في بعلبك في ذكرى إخفاء الامام السيّد موسى الصدر في 31 آب.
مهمة باسيل في موسكو؟
ومن المؤكد، وفقا لمصدر دبلوماسي شرقي، ان تقتصر زيارة الوزير باسيل إلى موسكو التي تبدأ غداً، وهي الثالثة لشخصية لبنانية (بعد النائبين تيمور جنبلاط وطلال ارسلان) على بحث ملف عودة النازحين السوريين، إلى ما يُمكن وصفه «دور موسكو في المساعدة على تظهير حكومة وحدة وطنية برئاسة الرئيس الحريري»..
وأوضح الوزير باسيل لـ «اللواء» ان الزيارة لموسكو حاصلة، بمعرفة الرئيس الحريري، وفي الوقت نفسه يحتل ملف النازحين السوريين الأوّلية على طاولة المحادثات مع ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال افريقيا، الذي سبق والتقى مستشار الرئيس الحريري للشؤون الدولية جورج شعبان، وسمع منه ان الجانب الأميركي ليس بوارد تمويل عودة النازحين السوريين.
وعلمت «اللواء» ان عودة النازحين السوريين، وفقا للخطة ا لروسية تعثرت، بعد بيان الخارجية الأميركية الذي ربط التمويل بالحل السياسي في سوريا.
وقال مصدر المعلومات ان عودة النازحين تحتاج إلى توافق روسي- أميركي، واشراف الأمم المتحدة، وهذا التوافق من شأنه ان يُشكّل مظلة لعودة آمنة للنازحين ليس من لبنان وحسب، بل من الأردن وتركيا والعراق ودول أوروبية أيضاً