المصدر/اوكرانيا اليوم   توفيت الروائية البريطانية دوريس ليسينغ الحائزة جائزة نوبل للاداب في العام 2007، عن 94 عاما في لندن على ما اعلن وكيل اعمالها جوناثان كلوز. كانت الجائزة هي المرة الحادية عشرة التي تمنح لامرأة ، معتبرة ليسينغ "قاصة ملحمية النفس للتجربة النسائية التي تتفحص بتشكيك وشغف وتبصر كبير، الحضارة المنقسمة". ووصفت ليسينغ جائزة نوبل بعد أشهر قليلة على نيلها إياها بأنها "كارثة"، وقالت بأسف "أمضي وقتي في المقابلات والتقاط الصور". في مايو/ ايار 2008 قالت لهيئة "بي بي سي البريطانية:" إنها توقفت عن الكتابة". ولدت دوريس ليسينغ في 22 تشرين الاول/اكتوبر 1919 في كرمانشاه في ايران راهنا، وهي صاحبة نتاج غني يضم حوالى خمسين عملاً جعلت منها رمزاً للماركسيين والمناهضين للاستعمار ولنظام الفصل العنصري والحركات النسوية. ونددت القصص والروايات الأولى التي ألفتها ليسينغ في أفريقيا ونشرت خلال الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي بقيام المستعمرين البيض بانتزاع أملاك الأفارقة السود، مما جعلها شخصا محظوراً دخوله في جنوب أفريقيا التي كان يحكمها البيض. كان حكمها على المستعمرين البيض لا يرحم، وقد وصفت إفريقيا الجنوبية بشكل لافت في عملها الواقع في ثلاثة أجزاء بعنوان "أفريكان ستوريز" (1964) وقال وكيل اعمالها وصديقها جوناثان كلوز "لقد رحلت بهدوء في منزلها في لندن هذا الصباح (الاحد)". واضاف "لقد كانت روائية رائعة مع ذهن ملفت وخلاق". عند منحها جائزة نوبل للاداب، اعتبرت الاكاديمية السويدية ان دوريس ليسينغ "راوية ملحمية النفس للتجربة النسائية التي تتفحص بتشكيك وشغف وتبصر كبير، الحضارة المنقسمة". وكانت ليسينغ ابنة ضابط سابق في الجيش البريطاني مارس مهنة المصرفي قبل ان يهاجر مرة جديدة الى روديسيا، زيمبابوي الحالية حيث سيشتري مزرعة. ومن خلال طفولتها الافريقية التي لازمتها طوال حياتها، والتزامها السياسي ومناهضتها لنظام الفصل العنصري، بنت ليسينغ نتاجاً انتقائياً يراوح بين الحكايات التاريخية والخيال العلمي مرورا بالمسرح. بعد طلاقين، غادرت إفريقيا وأقامت بمفردها في لندن العام 1949 مع نجلها الأصغر تاركة وراءها في إفريقيا ابنتها وابنها الأكبر سناً اللذين ولدا من زواج أول. وعملت سكرتيرة قبل أن تغادر هذه الوظيفة إثر نجاح كتابيها الأولين "ذي غراس إز سينغينغ" و"مارثا كويست" (1952)، وهذا الأخير هو الجزء الأول من سلسلتها الملحمية "تشيلدرن أوف فايلنس" وهي رواية فيها الكثير من عناصر سيرتها الذاتية. وركزت ليسنيغ في أعمالها التي بلغت نحو 55 رواية ومجموعات قصصية قصيرة وفي مقالاتها على دور الاسرة والفرد في المجتمع وغامرت بالدخول الى عالم الخيال العلمي. ولم يغب عن ذهنها ابدا اصولها الافريقية. ومن اعمالها الاخرى ايضا "غوينغ هوم" (1975) الذي تدين فيه نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا و"ذي غود تيروريست" (1986) حول مجموعة من الثوريين من اليسار المتطرف. ويروي كتابها الاشهر "ذي غولدن نوتبوك" الذي صدر العام 1962 قصة كاتبة ناجحة تكتب يومياتها على اربعة دفاتر صغيرة مختلفة: اسود مخصص لعملها الادبي، واحمر لنشاطاتها السياسية، وازرق تحاول فيه ايجاد الحقيقة من خلال التحليل النفسي، واصفر لحياتها الخاصة. فيما يسعى دفتر خامس هو "الدفتر الذهبي" الى القيام بحصيلة لحياتها في مهمة مستحيلة.