الوزير الشهيد بيار أمين الجميل من مواليد بكفيا في 23 أيلول 1972 ، وهو النجل ‏الأكبر للرئيس أمين الجميل - تلقى علومه في مدرسة الفرير - الشانفيل «ديك المحدي» وفي ‏اليسوعية في نيس، نال إجازة في الحقوق من جامعة الحكمة. متأهل من باتريسيا الضعيف من ‏زغرتا. وهو نائب في البرلمان اللبناني منذ عام 2000 عن المقعد الماروني في المتن الشمالي في محافظة ‏جبل لبنان. وعُيّن وزيراً للصناعة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في تموز 2005.‏ 

طيلة مسيرته السياسية قدّم الشهيد بيار الجميل صورة جديدة للكتائبي ابن عائلة العمل السياسي. صورة كتلك التي امتاز بها جده بيار الجميل القائد التاريخي، ومؤسس حزب الكتائب، الذي كان له تجربة سياسية طويلة في وعي مختلف للحزبية اللبنانية في نهاية الثلث الأول من القرن العشرين. بيار الجد الذي ناضل طويلاً في السياسة، وشهر في كثير من الأوقات اختلافاته وتقاربه من الآخرين باحثاً عن فرصة لايصال حزبه إلى قيادة السياسة اللبنانية، استطاع خلال الحرب التي سقط فيها الجميع أن يحصل على المكانة الأولى لحزبه، الأمر الذي لم يستطع تحصيله في السلم، أي أن يتحول الحزب زعيماً لنصف لبنان في المرحلة الأولى ويصعد منه رئيسان للجمهورية، بشير الجميل الذي استشهد قبل استلام مهامه الدستورية، ومن بعده أمين الجميل الوالد والرئيس.

وبعد أيام تطالعنا الذكرى السابعة لاستشهاد النائب والوزير بيار الجميل، الشاب اللطيف المبتسم الساهر مع الشبان بين خيم انتفاضة الاستقلال. بيار الذي خرج في يوم أسود ليقوم بمهامه كوزير في بلد على حافة الهاوية، تلقّاه الرصاص في منطقة الجديدة وذهب إلى الشهادة التي يتمناها في ال 21 من تشرين الثاني عام 2006.

والده يقول إن حياة العائلة انقلبت: "هناك ما يعرف بالسعادة، يشعر بها المرء في حياته اليومية، عندما يتنزه او يتلقى هدية صغيرة. ولا يمكن الانسان العيش من دون سعادة بمعناها العام، هذا فقدناه. والسعادة الداخلية لم تعد تعرف طريقها الينا ابداً". أما شقيقه سامي، فلا يتخيل الى اليوم أن يداً غادرة امتدت إلى بيار: "فمن يعرفه لا يتخيل أنه يقتل هكذا، بهذه السهولة. لقد مات لأنه زعيم مسيحي وشاب أعطى الأمل للمسيحيين عموماً، وللكتائبيين منهم خصوصاً". 
وطفلا بيار، أمين وألكس، يعرفان أن: "بابا مات لأن شريراً أطلق عليه النار وأنه بطل، وهو إن صار بجوار الملائكة فهو معنا، يعتني والقديسون بنا" .

فلا شك في كلام أطفاله فإنه حقاً معنا ولم يمُت لأن الشهداء لا يموتون وإنما باستشهادهم ينتقلون من الموت إلى الحياة الأبدية .