أكدت مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية، أن العلاقات الأمنية مع تركيا لا تزال عالقة، وعلى نطاق ضيق جدا، مؤكدة أن الاتصالات بشأن المصالحة بين الطرفين، فى أعقاب الهجوم الإسرائيلى على سفينة "مرمرة" فى مايو 2010، عالقة أيضا.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الإعلان عن تعليق المحادثات بين الطرفين تأتى فى أعقاب نشر صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا جاء فيه أن تركيا كشفت عن عملاء الموساد الذين ينشطون فى إيران.

ونقلت "يديعوت" عن مصدر إسرائيلى، مطلع على الاتصالات بين تل أبيب وأنقرة، قوله، "إن الأتراك يخربون كل محاولة للتوصل إلى تفاهم، فهم لا يريدون إغلاق هذه المسألة"، مضيفا أن الاتصالات عالقة على الرغم من جهود الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وأن تركيا لا تريد الآن تحقيق أى تقدم.

وأضاف المسئول الإسرائيلى، أنه من الممكن مستقبلا، فى حال تناسب مع مصالح تركيا، أن تسعى أنقرة إلى إنهاء المسألة، وتعويض عائلات القتلى والجرحى الأتراك الذى سقطوا بنيران البحرية الإسرائيلية على متن السفينة مرمرة.

وأوضحت "يديعوت" أن إسرائيل تتعامل مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، مؤخرا، بما يشبه التعامل مع عدو.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر سياسى إسرائيلى آخر قوله، "إن أردوغان ضدنا، فهو يتجه إلى ألد أعدائنا، والعلاقات الأمنية مع تركيا مقلصة على نطاق ضيق جدا، وفى ظل الوضع الذى نشأ فمن غير الممكن التوصل إلى أى نوع من التقارب فى القضايا الحساسة"، مضيفا أن إسرائيل لن تتفاجأ إذا اكتشفت مستقبلا أنه يعمل ضدها فعلا.

وأضافت "يديعوت" أن المستويات الأمنية الإسرائيلية تنظر إلى تركيا كدولة تواجه أزمة استراتيجية فى الشرق الأوسط، بسبب فشل أردوغان فى إحداث التغيير الذى حاول أن يقوده فى الشرق الأوسط، وأنه مع تقاربه مع "الإخوان المسلمين" فإن تركيا لم تعد محورا مهما فى الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أخرى قولها، "إن أردوغان متخاصم مع إسرائيل، ومتخاصم مع النظام الجديد فى مصر، ويواجه مشكلة مع السوريين، ويبذل جهوده لتثبيت سلطته ومكانته كرئيس، ولكنه يواجه صعوبات بسبب ضعف مكانته فى الشرق الأوسط، وبسبب التراجع فى الاقتصاد التركى".

وأكدت "يديعوت" أن العلاقات المهتزة مع تركيا وصلت إلى الحضيض، فى أعقاب النشر فى وسائل الإعلام الأمريكية عن قيام تركيا بتسليم إيران معلومات عن شبكة تجسس إسرائيلية، مضيفة أن إسرائيل اعتبرت ذلك "خيانة تركية".

وكانت صحيفة "حرييت" التركية قد ذكرت نقلا عن مصدر استخبارى تركى قوله، "إن تركيا ترى فى الحملة الإعلامية هجوما، وأن إسرائيل هى المسئولة عن هذه الهجمة".

وأضافت الصحيفة التركية أن ما نشرته "واشنطن بوست" بشأن الكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية هو جزء من حملة إسرائيلية ضد تركيا، مشيرا إلى ما نشر فى "وول ستريت جورنال" حول "عمل رئيس الاستخبارات التركية هاقان فيدان بشكل مستقل فى الساحة السورية، وقيامه بنقل معلومات سرية إلى إيران، ضمنها معلومات حصل عليها الأمريكيون".

وقالت الصحيفة التركية، إن السبب الثانى للعلاقات الإشكالية بين نتانياهو وأردوغان هو تقارب الأخير مع حركة حماس، كما لفتت إلى تصادف تلقى رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل دعوة رسمية من قبل أنقرة، فى التاسع من أكتوبر، وهو يوم نشر المقال فى "وول ستريت جورنال".

يذكر أن وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو نفى الادعاءات بشأن قيام تركيا بالكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية تعمل لصالح الموساد.