انه حاكم مصرف لبنان الشاب الذي كان يشغل منصب في شركة ميريل لينش للاستثمارات والتي يقع مركزها الرئيسي في نيويورك . هذا الشاب الذي اتى به الحريري الاب سنة ١٩٩٣ كحاكم للمصرف المركزي والذي تم تمديد خدماته لعدة مرات متتالية هو الصندوق الاسود الذي يحتوي بداخله كل أسرار الجمهورية بالاخص بعد فترة من توقيع اتفاق الطائف وحتى يومنا هذا . ولو ان اللبنانيين عثروا على الصندوق الناتج عن حطام اقتصاد البلد لكانوا كشفوا كل الفساد ورجالاته وكان البلد في حالة استقرار ونعيم . الا ان هذا المنصب المسيحي الماروني عصي على اي سياسي المساس  به وبالاخص الموارنة . 

 


تم افشال العماد عون من "قبع" رياض .انه بلد العجائب فيه من القيادات التي تمنع على احد من المساس برياض . يبدو ان هذا الصندوق لا ينفع معه قضاء ولا قدر ولو ان الاحزاب لدى الطائفة المسيحية توحدت واخذت قرار بكف يده لكان الامر سهل لكن التشرذم المسيحي والاصرار على افشال العهد وبالأخص من قبل القوات اللبنانية التي أظهرت  ميلاً الى عدم تعيين بديل عنه واستهدافه يعني مساً بـالواقع المسيحي في الادارة ومناصب الفئة الاولى المارونية.
اما موقف بكركي الداعم والمبارك لسلامة فحدث ولا حرج . والسؤال الذي يطرح نفسه في بلد تميز بالتقسيم الطائفي هو ، لماذا لا يحق للموارنة قبع رياض ويحق لباقي الطوائق تعيين واستبدال اي منصب ضمن احزاب الطائفة !؟

أليس هذا بالظلم والتجني على العهد !؟ 


والسؤال الأهم من يغطي حاكم مصرف لبنان؟ 


يبدو للوهلة الاولى ان  لهذا السؤال اجابة صعبة لكن الحقيقة واضحة فمن يدافع عن سلامة هو الشخص الذي يخشى ما بداخل الصندوق الاسود من اسرار . والموضوع الاهم ان نستطيع فتح هذا الصندوق قبل انتهاء الصلاحية وسبر اغواره ليس فقط لانجاح العهد بل لسوق الفاسدين حيث يجب .

 

عماد ياغي