مع بداية جائحة كورونا، لم يكن الأطفال في دائرة الخطر لناحية الإصابة بالفيروس مثل البالغين أو كبار السن، ولكن مع ظهور المتحورات من فيروس كورونا، تبدل هذا الاعتقاد، وأصبحت أعداد الإصابات بين الأطفال تسجل أرقاما قياسية. 


والشهر الماضي قال أطباء إن مئات الأطفال في إندونيسيا ماتوا بسبب فيروس كورونا، وكثير منهم دون سن الخامسة، ويتحدى ذلك فكرة أن الأطفال يواجهون الحد الأدنى من مخاطر كورونا، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وفي الجزائر، سجل قسم طب الأطفال في مستشفى الدويرة بالعاصمة 100 حالة إصابة بفيروس كورونا لدى الأطفال والرضع خلال الشهر الماضي، حسب الدكتورة المختصة في طب الأطفال حكيمة عباس التي حذرت، في تصريح للإذاعة الجزائرية، من خطر إصابة الأطفال والرضع بالمتحورات.

 

وقالت كاثرين بينيت عضوة المجلس الاستشاري في شركة أسترازينيكا إن "قابلية انتقال العدوى متزايدة في متحور دلتا، ويمكن للعدوى أن تنتقل إلى الأطفال"، وفقا لموقع "ذا كونفيرسيشن".


وفي هذا السياق، أكد مستشار علاج الأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، في حديثه لموقع "الحرة"، أن "متحور دلتا يمكن أن يصيب الأطفال كما يصيب الكبار".

وأشار إلى أن كثافة الفيروس في متحور دلتا هي التي تسبب الإصابة لدى صغار، "وهو (الفيروس) أكثر قدرة على التكاثر في الجهاز التنفسي".

ولكنه بالمقابل لا يعتقد أن يكون الصغار عرضة بشكل كبير  مثل الكبار للإصابة بالفيروس، نظرا لقلة عدد المستقبلات لدى الأطفال.

ويشرح  أن "المستقبلات تزيد مع زيادة العمر، وهذه المستقبلات موجودة في الأنف والبلعوم والرئة والدماغ ومعرضة لخطر الفيروس دائما، وكلما قل العمر قلت المستقبلات".

وعن اللقاحات، أعلنت السلطات الصحية في الإمارات أنها ستمنح اللقاح المضاد لفيروس كورونا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 17 عاما.

وقالت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في بيان، الاثنين، إنها فتحت التسجيل الطارئ للحصول على لقاح "سينوفارم" للفئة العمرية المذكورة.


وأشارت الوزارة إلى أن قرار تطعيم الأطفال جاء "بناء على نتائج الدراسات السريرية والتقييم الصارم المتبع لتصريح الاستخدام الطارئ والتقييم المحلي الذي يتوافق مع اللوائح المعتمدة".

وفي هذا الشأن قال بلعاوي إن فايزر على سبيل المثال تنوي الحصول على تصريح لتطعيم الأطفال ممن يبلغون أقل من 12 سنة، وقد بدأت التجارب السريرية بالفعل في الولايات المتحدة ودول أوروبية وفقا لرويترز.

وأضاف أن الأطفال ما فوق 12 سنة أكثر عرضة للإصابة من الذين هم دون 12 سنة، نظرا لأن المستقبلات لديهم تكون أعلى، والسماح بتطعيم الأطفال يجب أن يأخذ وقته ويتم بحذر تجنبا للأعراض الجانبية.

وأعلنت إدارة السلع العلاجية الأسترالية مؤخرا عن الموافقة المؤقتة على استخدام لقاح فايزر للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما.

وقالت آشا بوين المتخصصة بأمراض الأطفال في الجمعية الأسترالية للأمراض المعدية "قد لا يكون لتطعيم الأطفال والمراهقين الكثير من الفوائد المباشرة لهم في الوقت الحالي، ولكنها تابعت: "قد يكون لتطعيم الأطفال فوائد غير مباشرة مثل بقاء المدارس مفتوحة، ونحن في انتظار التجارب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و12 عاما"، وفقا لـ"ذا كونفيرسيشن"

 

بدورها، قالت بينيت إن المرض الخطير نادر الحدوث لدى الأطفال، ولكنه يحدث، ويمكن أن يستغرق البعض وقتا طويلا للتعافي، وسيساعد التطعيم على تقليل العدوى في المدارس.