رسالة إلى قداسة البابا


بدعوة من جمعية الناس للناس وضمن برامج الشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، التقى عدد من رجال الدين في اللقاء الروحي وتداولوا بالشؤون والشجون الوطنية وبما آلت إليه أحوال الناس والأطفال في لبنان. ارتأى المجتمعون إرسال كتاب إلى قداسة البابا لمناسبه لقائه برؤساء الكنائس المسيحية في الفاتيكان. وهذا نص الكتاب:


قداسة البابا فرنسيس


سلام وتحية بالله خالق الجميع.


يشكركم المجتمعون جزيل الشكر على اهتمامكم الدائم بلبنان ويطلبون صلواتكم ودعمكم. 


توافق المجتمعون على إرسال هذا الكتاب إلى قداستكم، ليعبِّروا عن وجهة نظر شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني: إن معاناة اللبنانيين تنبع من الطبقة السياسية الحالية والحاكمة منذ ثلاثين سنة، وبالتالي فهي السبب الرئيسي لانهيار لبنان ومؤسساته ووصوله إلى واقع معيشي سيئ جدا (الحاجة إلى حليب الأطفال والغذاء والدواء والمحروقات...، التي أصبح الناس بحاجة إلى معجزة لتوفيرها)


هواجس اللبنانيين ومخاوفهم كثيرة، بدءًا من الحكم الاستبدادي السائد في وطنهم والاعتقالات وكمِّ الأفـواه والاغتيالات، وصولًا إلى انتشار السلاح غير الشرعي في مساحات كبيرة من لبنان ولدى معظم الأحزاب والمافيات.


يرى المجتمعون عقبات كثيرة أمام التغيير الذي يُفترَض أن يبدأ من الشعب بسبب التطرف الديني والطائفي والخوف على الكيان والوجود لدى بعض الطوائف.


في ظل هذا الواقع الأليم، يرفع المجتمعون أصواتهم إلى قداستكم للعمل على إحياء فكرة الرعاية الدولية للبنان وشعبه وتخليصهما من براثن هؤلاء المتحكّميـن بمصير البلاد والعباد.


يرى المجتمعون أن إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها أمر مهم، على أن تتم مراقبتها من قِبَـل المجتمع الدولي ممثلًا بالأمم المتحدة.


يتمنى المجتمعون عقد مؤتمر دولي تنظمه حاضرة الفاتيكان برعاية قداستكم، يطلب من الدول المؤثرة في الشأن اللبناني، التخلي عن دعم الجماعات التي لا تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية العليــا، والعمل إيجابًـا على تحقيق استقرار لبنان وأمنهِ الوطني.


يرى المجتمعون ضرورة رفع الغطاء عن السياسيين كافةَ واتخاذ موقف حازم حيالهم (عدم استقبالهم وعدم زيارتهم) من قِبَـل المرجعيات الدينية، لا سيما المسيحية منها والمجتمعة عندكم، وتحميل السياسيين كامل المسؤولية عن انهيار لبنان، الذي لن يعرف السلام والازدهار إلا بإعادة ما تم سرقه ونهبه وبتسليم الحكم إلى جهات عادلة ونظيفة الكف.


يتمنى المجتمعون على قداستكم تحديد موعـد للقائكم يتمثــّـلُ فيه رجال دين عاديون وناشطون وناشطات اجتماعيون ومدنيون يتبنـُّـون ما ورد في هذه الرسالة.


نشكر اهتمامكم، نتمنى لكم كل خير ونجاح في خدمة كل العالم المتألم، ونطلب بركتكم.


المجتمعون:


الأب عبدو رعــد، الشيخ إيــاد عبد الله، الأرشمندريت نعمان قزحيـّـا، الشيخ عامر زين الدين، الشيخ أحمد المصري، الشيخ عباس حرب العاملي، الخوري أغابيوس كفوري، الشيخ سامر غنوي، الأب نقولا صغبيني، الأب إلياس صليبا، الشيخ محمود خضر، الأستاذ خالد شحادة، الأستاذ حسـن فـوّاز.


شحيم، في 22/6/2021