يتحمل حزب الله دون سواه غالبية ما يجري بعد أحداث ١٧ تشرين، يتحمل وحده مسؤولية عدم إسقاط هذه السلطة ومصارفها وحاكمها الأوليغارشي الذليل الخانع للشركات الناهبة..

 


أضاع حزب الله على لبنان فرصته الذهبية النادرة يوم خوّن وضلّل وهدد وقمع انتفاضة ١٧ تشرين، كان الحزب ولا زال في هذا الأمر أعمى ثم تحول إلى العناد غير المجدي والذي لا يقرأ من تلابيبه إلا الخسارة المدوية..

سهل حزب الله على خصومه عملية استهدافه، هو أعاد ارتكاب حماقة النظام السوري في لبنان يوم التجديد لأميل لحود ( قلت للحود شخصيا وهناك شاهد التجديد سيضعنا تحت بند دولي ) فقدم رأس الحريري ثم الوجود السوري ثم المحور برمته كبش فداء على مذبح العناد والغباء، وكانت هذه البداية.

 

 

في آخر لقاء معهم ( كان الحزب وعندما اتحدث هنا عن الحزب لا أتحدث عن حزب القرى وقريتي تحديدا والذين لا يمتون لهذه اللقاءات بصلة بل صلتهم لا تتعدى أكتر من كتبة تقارير للأولايغارشيا.

 يعقد لقاءات فردية مع مثقفين شيعة مؤيدين للمقاومة ومعارضين لسياسة الحزب الداخلية) .. أخبرتهم أن عليهم كان دعم الانتفاضة ثم قطف ثمارها.. علقوا " وهل نترك الأمر للأولاد"..!.

مشكلة الحزب هي هنا هذا الغرور في التعاطي مع الجميع وخاصة مجتمعهم، مشكلتهم هنا.. نحن حررنا.. نحن حمينا من داعش.. نحن مؤمنين.. نحن أوادم.. إذا نحن نعرف كيف نفكر ونحلل ولا حاجة لأي رأي بديل، نحن وحدنا من نفكر صح ( بانت قدراتهم الفكرية في الموضوع الاقتصادي حيث ينالون ما دون الصفر) .

 

مشكلتهم أنهم لم يقرؤا ما حل بمن سلك دربهم من قبل درب المقاومة والنضال، عندما نخرهم الفساد والغرور ...
لم يستفد الحزب من المبالغ الباهظة التي وصلته لإقامة أي من المشاريع التنموية، وهو اليوم يخوض مع أميركا آخر حروبه، حرب إقفال معبر القصير حيث ترجح أميركا مرور الدولارات منه..

 

 

صرف أموال كثيرة على رجال الدين ومؤتمراتهم، ولم يصرف ليرة على الفكر، خسر الكثير من شفافيته وطهارته الذمية تي المالية خاصة بعد رحيل عماد مغنية ( اليسار النقي يقر لمغنية بنظافة كفه وذكائه مع التحفظ على ما يتهم به من توصفيات بحق اليسار).. وهو الآن في الطريق إلى الخسارة السلحفاتية (أي على مهل) ...

 

 

فوت الحزب فرصة نادرة بإسقاط كل هذه الطبقة عبر الانتفاضة ثم الأنقضاض على كل شيء ليقول عندها للولايات المتحدة " الأمر لي" فيما اليوم جرّته الولايات المتحدة  إلى ملعبها مكبلا حائرا وحيدا..

 

 

فمن النقد الدولي إلى رياض سلامة حرامي المصارف، وأصحاب ورفاق الحزب في السلطة الذين هم في الأساس حلفاء وأذناب واشنطن.. وها هو اليوم بات في آخر معقل له القصير حيث آخر معونة مادية للحزب ...

حزب الله لن يسمع وهو لا يسمع لمن هم من خارج أيديولجيته الدينية، هم في مرحلة تقطيع الوقت حتى الانتخابات أو حتى ظهور المخلّص ...

 

ملاحظة: نقلت مراكز إلى أميركا أنباء ان المجتمع الشيعي لم يشعر بالجوع نتيجة الدولارات التي تصل إلى الحزب مما فتح أعين أميركا والحلفاء في لبنان على قصة المعابر غير الشرعية ( وهذه أيضا كنت قد حذرتهم منه ولا حياة لمن) ...
قال الامام علي بن أبي طالب "خفق النعال وراء الرجال مفسدة للقلوب" وهذه أفسدت القلوب!

 

 


عباس جعفر الحسيني