كشف مجلس الوزراء السوداني، مساء أمس الأحد، أن الولايات المتحدة اشترطت بالفعل خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في آب الماضي، تطبيع العلاقات بين الخرطوم وإسرائيل لشطب السودان من قائمتها السوداء للدول الراعية للإرهاب، وهو ما رفضه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

 

وقال مجلس الوزراء في بيان "قدم بومبيو خلال هذه الزيارة عرض الولايات المتحدة القاضي بالاعتراف والتطبيع مع إسرائيل كشرط لرفع اسم السودان من القائمة"، إلا أنه أكد أن حمدوك رفض هذا العرض، مطالباً بضرورة فصل المسارين والقضيتين عن بعضهما البعض.

 

اتفاق مبادئ

كما أضاف المجلس "أن الجانب الأميركي اقترح أن تتم مكالمة هاتفية رباعية، يقوم بها الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهنئة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك والإعلان عن اتفاق مبادئ بين السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات".

 

وأوضح أنه تم الاتفاق على إعداد اتفاقية بين الطرفين حول موضوع "إعادة العلاقات السودانية الإسرائيلية يتم البت فيها بواسطة المجلس التشريعي".


 
 

يشار إلى أن بومبيو زار السودان أواخر آب الماضي في إطار جولة إقليمية، وكان أول وزير خارجية أميركي يزور هذا البلد منذ 15 عاما.

 

وأتت تلك الزيارة بعد أشهر على عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أوغندا في شباط الماضي.

 

وكانت الخرطوم قد أعلنت يوم الجمعة "إنهاء حالة العداء بينها وبين إسرائيل"، وفق ما جاء في بيان ثلاثي صادر عن السودان والولايات المتحدة وإسرائيل نقله التلفزيون الرسمي السوداني، ووُصف الاتفاق بأنه "تاريخي".

 

ويحمل هذا الاتفاق على التعاون بين البلدين رمزية كبيرة، لاسيما أنه عقب حرب 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، إضافة إلى سيناء والجولان، اجتمع أكبر عدد من الزعماء العرب في قمة بالخرطوم وتبنوا قراراً يعرف باسم "اللاءات الثلاث"، وهي لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع إسرائيل.