كشفت دراسة  حديثة  أصل التركيبة الوراثية التي تجعل فئات من البشر أكثر عرضة  لفيروس كورونا من غيرهم، وأظهرت البيانات أن ذلك بسبب امتلاكهم جينات مستمدة من إنسان النياندارتال الذي عاش قبل 60 ألف عام، حسب موقع  biorxiv.com المعني بالشؤون الطبية.


وقالت الدراسة التي يشرف عليها علماء من ألمانيا والسويد، إن قطعة الجينوم المرتبطة بالمرض تشمل ستة جينات على الكروموسوم رقم 3، ويبدو أنها المسؤولة عن زيادة استجابة الجهاز المناعي  للفيروس فيما يعرف بعاصفة السيتوكين.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن  عالم الوراثة هوغو زيبرغ  بمعهد كارولينسكا في السويد، والمشرف على الدراسة، قوله إن هذا التسلسل الوراثي للإنسان البدائي " هو عامل خطر رئيسي لعدوى سارس كوف -2 الشديدة والحاجة  للذهاب الى المستشفى".

 

ومع ذلك يشدد الباحثون على أنه لا يوجد دليل على أن التسلسل الجيني المكتشف يجعل الناس أكثر عرضة للوفاة، محذرين من أن دراستهم هي "مجرد تكهنات" في الوقت الحالي.

وحسب الدراسة فان هذه التركبية الوراثية شائعة في بنغلاديش حيث يحمل 63 في المائة من الأشخاص نسخة واحدة على الأقل. مقابل ثلث السكان في جميع أنحاء جنوب آسيا.

ويجهل العلماء سبب هذا النمط التطوري على مدى الـ 60 ألف عام الماضية. لكنهم وضعوا احتمالين، الأول أن تلك النسخة ضارة  وأصبحت نادرة واختفى الكثير منها من مجموعتنا الجينية. والثاني أنها قد تسببت في تحسين صحة الناس في جنوب آسيا بما في ذلك توفير مناعة قوية للفيروسات في المنطقة، حسب الدراسة.

وتوصل العلماء لهذه النتيحة خلال سعيهم الدؤوب لمعرفة علاقات الجينات بتطور كوفيد-19 لدى بعض الفئات البشرية دون غيرهم مثل الرجال مقابل النساء، والكبار مقابل الصغار.

وحسب بيانات الدراسة فإن الأشخاص الذين يحملون نسختين من المتغير الجيني، أكثر عرضة للمرض الشديد، بثلاث مرات، مقارنة بنظرائهم الذين لا يحملون ذات التركيبة.

وتدعم هذه الدراسة بياناتُ دراسة سابقة شملت أكثر من ثلاثة آلاف مصاب في إيطاليا وإسبانيا، وحسب البيانات، فإن 70 في المئة من المرضى الذين احتاجوا لتنفس صناعي، كانوا من حاملي هذه التركيبة الجينية.