في تقرير نشر في مجلة لانسيت، دعا باحثون من جامعة لندن إلى مراقبة واسعة النطاق للحيوانات الأليفة والماشية وتلك التي تعيش في الحياة البرية عموما، لمحاولة فهم آلية انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان.
وكتبوا في دراسة، نقلت حيثياتها صحيفة واشنطن بوست، إن الإصابة بفيروس كورونا المستجد كانت صغيرة ومحدودة عند الحيوانات، لكنهم أكدوا على ضرورة البحث بشكل أوسع لتفويت أي "فرصة" لتفشي المرض بين الحيوانات وما يشكل ذلك من تهديد للبشر. 

وجاء في التقرير "نحن بحاجة إلى تطوير استراتيجيات المراقبة لضمان عدم تفاجئنا من تفشٍ واسع النطاق للفيروس وسط الحيوانات، والذي يمكن أن يشكل تهديدًا ليس فقط على صحة الحيوان ولكن على صحة الإنسان أيضًا".

 

وقال المؤلف المشارك جوان سانتيني، وهو أستاذ في علم الأحياء الهيكلية والجزيئية، إن الخطوات التي اتخذت في هولندا، والتي تشمل مراقبة القطط في المزارع وكذلك المنك البري، والفصيلة القريبة منه والتي تدعى بـ "منك المارتنز" Martens ، هي من بين أوسع الجهود لفهم كيف يمكن أن ينتشر فيروس حيواني نشأ في الحيوانات ثم قفز إلى البشر، بعدها انتقلت العدوى مرة أخرى إلى الحيوانات .
وفي الأشهر الستة الماضية منذ بدء تفشي المرض، تم الإبلاغ عن حالات انتقال الفيروس من البشر إلى الكلاب والقطط والنمور والأسود بالإضافة إلى المنك.
وقد وجدت التجارب المعملية أن النمس والهامستر والقرود والثدييات الأخرى عرضة أيضًا للفيروس.
ويؤكد العلماء ومسؤولو الصحة العامة على أن البشر هم المحرك الرئيسي لانتشار الفيروس التاجي وأن فرصة الإصابة بالحيوانات المصابة تبدو دقيقة. 
لكن الباحثين يقولون إن العدد المتزايد من الحالات في الحيوانات سبب لإجراء دراسة أكثر شمولًا لكيفية انتقال الفيروس بين الأنواع.
وأصيبت حيوانات المنك في بعض المزارع الهولندية بفيروس كوفيد- 19 لأول مرة في منتصف نيسان، إذ ظهرت أعراض تتراوح من سيلان الأنف إلى ضيق التنفس الشديد. 
وقالت الحكومة في وقت لاحق إنهم توصلوا إلى أن الإنسان هو من نقل العدوى للمنك. لكن المنك، وفق مسؤولين حكوميين هولنديين "سرعان" ما نقله مجددا إلى الإنسان.
وكانت الهيئة الصحية المسؤولة في هولندا أعلنت انتقال الفيروس التاجي المستجد من حيوان المنك إلى شخصين في أول تقرير من نوعه، يؤكد إمكانية انتقال العدوى بين الحيوانات والبشر.

وقد قامت هولندا منذ ذلك الحين بإعدام أكثر من 500 ألف من حيوان المنك.
والهدف من تلك المهمة التي من المقرر أن تستمر حتى خلو المزارع من الفيروسات، هو القضاء على إمكانية أن تصبح الحيوانات خزانًا للفيروس الذي يتسبب في الإصابة بكوفيد- 19.