أثارت دراسة حديثة شكوكاً حول إمكانية الحصول على مناعة طويلة الأمد بعد الشفاء من فيروس كورونا. ويقول باحثون من جامعة أمستردام، إن المناعة ضد الفيروسات التاجية، ومن بينها فيروس كوفيد-19 قد لا تستمر لأكثر من 6 أشهر.

وتتبع باحثو جامعة أمستردام 10 متطوعين لمدة 35 عاماً من عام 1985 حتى عام 2020، وأجروا عليهم اختبارات شهرية للكشف عن 4 فيروسات تاجية موسمية، والتي عادة ما تسبب أمراض خفيفة تشبه نزلات البرد.

ووجدوا أن أولئك الذين أصيبوا بسلالات فيروسية من نفس عائلة سارس (كوفيد-2) والتي ينتمي إليها فيروس كوفيد-19 لديهم فترة قصيرة مثيرة للقلق من الحصانة الوقائية.

وأظهرت الأبحاث أن مستويات الأجسام المضادة التي يخزنها الجهاز المناعي، للسماح للجسم بمقاومة الأجسام الغازية في المستقبل، انخفضت بنسبة 50% بعد نصف عام، واختفت تماماً بعد أربع سنوات.

وأصيب غالبية المشاركين بالفيروسات خلال فصل الشتاء، عندما يكون هناك مستويات أعلى بكثير من الفيروسات المنتشرة بين السكان، ولأن هذه هي الفيروسات التاجية موسمية، فإنها عادة ما تتلاشى خلال الأشهر الأكثر دفئاً، وتعاود الظهور في الشتاء، وهو ما قد يفسر سبب حدوث أكثر حالات العدوى مرة أخرى بعد 12 شهر.

ويبقى الناس في منازلهم أكثر خلال الأشهر الباردة، حيث يصبح من الأسهل بكثير انتشار الفيروسات بين المجموعات، ويجعل الهواء الساخن من الصعب على الفيروسات الانتشار عبر الغلاف الجوي في الصيف، لذلك يعتقد الباحثون أن مستويات الأجسام المضادة هي أفضل طريقة للتنبؤ بمدة استمرار المناعة.
 
لكن العلماء لا يزالون غير متأكدين مما إذا كان يمكن للإنسان أن يصاب بالمرض أكثر من مرة، لأن الفيروس - الذي يقدر أنه يقتل حوالي 1% من جميع المرضى المصابين - يعيش فقط لمدة ستة أشهر.

وتأتي هذه النتائج، بعد قول رئيس شركة الأدوية العملاقة البريطانية أسترازينيكا أمس أن لقاح جامعة أكسفورد التجريبي ضد فيروس كوفيد-19 سيكون قادراً على حماية المرضى من الإصابة بالمرض لمدة عام.

وكانت دراسة أجريت هذا الأسبوع من قبل باحثين في جامعة سانت جورج بلندن وكلية ليفربول للطب الإستوائي، قد وجدت أن الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كوفيد-19 لا يزال لديهم مستويات مستقرة من الأجسام المضادة لمدة شهرين على الاقل بعد مرضهم.

ومع ذلك، وجدت الدراسة أيضاً أن بعض الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم رسمياً بالفيروس لم يطوروا أية أجسام مضادة على الإطلاق، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.