مع اقتراب شهر رمضان والذي يتبعه موسم الحج تسابق السلطات السعودية الزمن لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد خاصة في مدينة مكة في محاولة لإعادة فتحها، والتي يسكنها أكثر من مليوني شخص.

الأحياء الفقيرة في مدينة مكة ساهمت في انتشار المرض رغم حظر التجول الذي يفرض في البلاد، حيث سجل فيها 1050 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد لغاية الاثنين، بحسب تقرير لموقع بلومبيرغ.


 ويشكل وجود مهاجرين غير مسجلين لدى الجهات الرسمية والأعداد الكبيرة التي تسكنها سببا رئيسيا في انتشار المرض، وفق التقرير.

في أواخر اذار كان في مكة خمس حالات من موظفي مجموعة بن لادن السعودية، والتي تعد أكبر شركات البناء في المملكة، ما دعا السلطات إلى الحجر على 8000 عامل وأوقف العمل في توسيع المسجد الحرام، أحد أقدس المواقع الإسلامية، فيما كانت الشركة تحاول عدم الاستجابة لطلب تعليق العمل، ولم يتضح إذا ما توقفت حقيقة أم لا.

حماية مكة من جائحة كورونا، يعد أمرا حاسما للسعودية، ليس لأنها المدينة الأهم لمسلمي العالم فقط، ولكن لأنها أسست حكمها اعتمادا على الوصاية على منبع الإسلام، وفق بلومبيرغ.

حتى الآن بلغت أعداد المصابين في المملكة بشكل عام ضمن مستوى 5000 حالة في بلد يسكنه أكثر من 30 مليون نسمة، وكانت مكة من أوائل المدن التي فرض فيها حظر تجول لمدة يوم كامل، وعلقت السياحة الدينية وممارسة الصلوات.

انتشار الفيروس أصبح يشكل قضية وطنية لدى بعض السعوديين، خاصة وأن قرابة 80 في المئة من الحالات المسجلة هي لمقيمين أجانب وفق بيانات وزارة الصحة السعودية، وهاجم بعض المواطنين المقيمين الأجانب واتهموهم بنشر العدوى عمدا. وفق بلومبيرغ.

وفي مواجهة أكثر من أربعة آلاف إصابة بالفيروس، وهو أعلى معدل في الخليج، أوقفت الدولة النفطية السفر الجوي وأغلقت المدن وفرضت حظر تجول على مستوى البلاد فيما وجه ضربة لقطاع السياحة.

وقررت السلطات في الوقت ذاته إنفاق ملايين الدولارات على عزل آلاف المسافرين العائدين من الخارج والأشخاص المخالطين للمصابين، في الفنادق الفارغة في جميع أنحاء المملكة.