رغم مرور كل هذه المدة على بدء تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19"، لكن لا تزال الآراء البحثية والطبية منقسمة بشكل كبير حول بعض الحقائق، المعلومات وكذلك التوجيهات التي ينبغي علينا الامتثال لها في مواجهة ذلك الوباء لمحاولة احتوائه والحد من انتشاره.


اليكم 3 تساؤلات لم يحسمها العلم بشكل قاطع حتى الآن، ولا تزال حولها كثير من الشكوك واختلاف في الآراء بين مؤيد ومعارض نتيجة لعدم الإلمام بكامل التفاصيل عن الفيروس:

هل سيقل معدل تفشي الوباء مع دخول فصل الصيف؟

منذ ظهور أول حالات إصابة في مدينة ووهان الصينية والآمال كلها كانت معقودة على قرب دخول فصل الصيف واحتمال تسبب حرارة الطقس المرتفعة في قمع انتشار الفيروس والحد من وتيرة الإصابات والوفيات. لكن سرعان ما انقسمت الآراء بعدها بين مؤيد لتلك النظرية وبين معارض لها، فعبّر بعض الباحثين عن تمنياتهم بالحصول على فترة راحة في نيسان، أيار وحزيران مع بدء تزايد درجة الحرارة بشكل تدريجي. لكن في المقابل، نفى باحثون آخرون، ومنهم مارك ليبسيتش، عالم الأوبئة في جامعة هارفارد، أن تكون هناك علاقة بين درجة الحرارة المرتفعة وبين القضاء على كوفيد-19، موضحا أن سارس لم يمت لأسباب طبيعية، وإنما تطلب الأمر من الأطباء التدخل بإجراءات معقدة للغاية في مدن الصين، هونغ كونغ، فيتنام، تايلاند، كندا ودول أخرى.

 

هل يجب ارتداء قناع الوجه؟

بينما سبق أن أكد الباحثون في البداية على عدم أهمية إقبال الناس على شراء الأقنعة وتركها للعاملين في قطاع الرعاية الصحية لأنهم الفئة الأكثر احتياجا لها، وهو الرأي الذي أيدته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد تغير رأيها الآن بإصدارها توجيهات رسمية جديدة تحث العامة على ارتداء الأقنعة لأنها توفر قدرا من الحماية، لاسيما مع ظهور نتائج تؤكد أن بعض الأشخاص المصابين ممن لا تظهر عليهم الأعراض قد ينقلون المرض لغيرهم من المخالطين. وإلى الآن لا يزال النقاش محتدما حول جدوى ارتداء تلك الأقنعة من عدمه.

هل الطعام آمن؟

يتفق العديد من علماء الأغذية مع التقييم الصادر عن إدارة الغذاء والدواء الأميركية بأن الطعام ليس مسارا معروفا للإصابة بكوفيد-19. لكن بدأت تظهر مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تبين في نفس الوقت أن الفيروس يمكن أن يسبب أعراضا في الجهاز الهضمي وأن البراز قد يحتوي على الفيروس، وهو ما أثار التساؤلات من جديد حول الموضوع برمته، ولا تزال الأبحاث جارية ولم يحسم أي شيء حتى الآن.