كتب الصحفي اللبناني، خالد ممدوح العزي:
 
 المسؤولية عن تفشي  وباء فيروس" الكورونا"، يبدو بدايات بروز خلاف دولي علني حوله هذا الفيروس الذي بات يشكل وباءً يضرب كل الكرة الارضية الامر الذي دفع بالدول الى نقله الى داخل مجلس الامن ومحاولة طرحه كقضية امن عالمي حيث تجلى الخلاف العلني بين الولايات المتحدة والصين  حول تحميل الصين مسؤولية فعلية مباشرة عن تفشي وباء كورونا 
بالوقت الذي تحاول بعض الدول التوصل إلى توافق لا يحرج الصين حيث كانت روسيا تؤيد الموقف الصيني المعارض، وتحاول فرنسا كالعادة الى لعب دور الوسيط . في هذا الموقف الرسمي الدولي وبظل سيطرة مشهد الموت على مواطنين الدول كافة وبالأخص في دول اوروبا العجوز وامريكا بعد انتصار الصين الاعلامي على الوباء.
فمنذ انتشار الوباء في امريكا ودول عديدة في اوروبا بطريقة سريعة ومزعجة كان الرئيس الامريكي يستخدم مصطلحات واضحة تدين الصين بانتشاره مثل الوباء الصيني والفيروس الاصفر.
اذا كانت الصين فعليا غير معنية بإنتاج هذا الوباء وهذا يتطلب لجنة علمية للتحقق هي المخولة الوحيدة عن الاتهام الحقيقي بنشر او عدم النشر. لكن من المؤكد فعليا بان الصين باتت متهمة اخلاقيا بإخفاء هذا الوباء وكيفية التعامل معه .
طبعا الوباء انتشر في الصين منذ اذار 2019،  حين اعلن الطبيب الصيني" لي وينليانغ" عن تفشي هذا الوباء ومقتل العديد به ، وكان هو نفسه ضحيته بتاريخ  7 فبراير عام 2020 .
لكن مع بداية الخريف في ايلول بدأ الوباء يتفشى في سوق الاسماك في مدينة ووهان. ووهان هي عاصمة مقاطعة هوبي الصينية وتعد أكبر مدينة فيها والأكثر اكتظاظا بالسكان في وسط الصين، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة، وسابع أكبر المدن الصينية ، وواحدة من تسع مدن مركزية في الصين. مما دفع الدولة الصينية لمكافحة الوباء وحيدة دون اشراك الاخرين بالمعالجة او إبلاغ الدول بتفشي الوباء .
ومع حلول عيد رأس السنة الشرقية بحسب التقويم الصيني  بات الوباء ينتشر بطريقة سريعة في كل أنحاء العالم، و تحديدا في ايطاليا حيث سجلت النسبة العالية من جراء ذلك، و بعدها فرنسا وايران ولاحقا ضرب الوباء بريطانيا والولايات المتحدة وتحديدا العاصمة واشنطن ومدينة نيويورك التي باتت تشكل  النسبة الاعلى في الاصابات عالميا، بالوقت الذي كانت فيه الصين تحتفل بانتصارها على الحد من انتشار الوباء وسحب الاطباء والممرضين من وهان وتسكير المستشفيات .
لقد تركت العالم يصارع لوحده في معالجة الوباء ، دون الادلاء باي معلومات فعلية من قبل الدولة الصينة صاحبة انتشار الوباء في العالم . مما دفع العالم كله للتساؤل كيف انتصرت الصين على الوباء وما هو الدواء الذي استخدمته في معالجة المرض المنتشر ، واين الأجهزة التنفسية التي يحتاجها العالم .
 أمام كل هذه التساؤلات كانت الصين الدولة المنتصرة على الوباء غائبة عن الاجابة الحقيقة، بل كانت تحاول ان تشتري العالم بأرسال كمامات وبعض الاجهزة المختصة بقياس الحرارة وادوية التعقيم فقط كمساعدات انسانية. بالوقت الذي ينتظر العالم كله مساعدة فعلية من أجهزة التنفس المفقودة التي باتت المطلب الفعلي والوحيد لمساعدة المتضررين.
اذن لماذا يوجه الرئيس الامريكي الاتهامات للصين، والصين صامتة  كليا، سؤال لا يمكن الاجابة عليه نحن بل نعتقد بان الرئيس ترامب يستند الى معلومات استخباراتية يحاول طرحها بشكل رسائل موجهة للصين .
لقد عزز هذا الشعور لدى المراقبين اثناء جود الرئيس الصيني ، ومشاركته في قمة العشرين التي انعقدت بشهر\ اذار \من هذا العام، بواسطة التواصل الاجتماعي حيث  شاهدنا صورته لا تعكس صورة الرئيس المنتصر بل كان منقبضا على نفسه ، بينما شاهدنا التصرفات المسؤولة لصاحب الدعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي افتتح الجلسة بالقول ان هذا تلبية لمسؤوليتنا كقادة أكبر اقتصادات العالم، لمواجهة جائحة كورونا التي تتطلب منا اتخاذ تدابير حازمة ، وطالب الجميع بالاتحاد وتشكيل خلية ازمة عالمية  لمكافحة هذه الجائحة  التي تواجه العالم ، كذلك دور الرئيس الامريكي ودور المستشارة الالمانية ميركل التي كانت موجودة في الحجر الصحي  نتيجة اصابتها بالوباء في كيفية طرحهم وتعاطيهم المسؤول مع هذه الازمة العالمية وسبل التعاون والتصدي لها ، ومشاركتهم الفاعلة لطرح خطة لمحاربة الوباء والكساد الاقتصادي وفتح المختبرات العلمية الموحدة لايجاد لقاح لهذا الوباء .
 الصين لم تدلي بمعلوماتها واختباراتها ، هذا السكوت بات يشكل تساؤل لدى كافة الناس هل فعليا الصين انتصرت على الوباء وعالجت المصابين . فاذا كان صحيح ما هو الدواء ، هل الاعداد المصابة حقيقية والوفيات التي اعلنت عنها الصين صحيحة. 
بالطبع الصين لم تذكر ارقام الوفيات بطريقة صحيحة، وربما تخلصت من الكثيرين لعدم قدرتها على العلاج ، حتى العلاج بالطريقة الكلاسيكية ، التي اتبعتها دول  عديدة ، في طليعتها (ايطاليا واسبانيا)، التي لم تحد من الاصابات.
 بالمناسبة في اوروبا وامريكا لا تذكر جنسيات المصابين والاموات كونهم من رعايا الدول المصابة والتي ستفاجئنا لاحقا النتائج بكمية الاعداد الصينية من الاموات عندهم   .
بحسب التقارير والاخبار تشير المعلومات من قبل شركات عالمية ربما استخباراتية  مؤكدة تقول" بان الضحايا كثيرة ولا يمكن احتسابها. وعلى سبيل المثال اذ اخذنا نسبة الاشتراك في خطوط الهاتف والتي تستخدم تطبيقات التواصل الاجتماعي فان اختفاء اعداد كبيرة من الاشتراك في خطوط الهاتف" وهذا ما اعلنته وكالة "بلومبرغ" الأمريكية بتاريخ 2 نيسان الحالي، حيث نشرت تفاصيل التقرير الاستخباراتي الأمريكي، الذي يزعم أن بكين كذبت بشأن الحصيلة النهائية التي تنشرها لضحايا فيروس كورونا المستجد على أراضيها.
 
مما يدفعنا للقول بان نسبة الغياب للأشخاص قد سجلت حوالي ثمانية ملايين خط تم فقدانها عن الشبكة بحسب الاحصاءات  التي تنشر ، وهذه الخطوط ليست مقفلة او تم تبديل اصحابها فان الارقام لم تستخدم،  فاذا افترضنا بان نسبة منها حولت الى خطوط اخرى  في المقاطعة  حيث تتواجد ثلاثة محطات هاتف، بحال ان المنتسب قد غير من خط الى اخر ،فأننا امام كارثة كبرى ويمكن لنا تقسيمها الى النصف فان العدد يصل الى 4 مليون شخص.
فاذا اخذنا الخارطة الانتشارية للوباء في الدول التي تعرضت للوباء سريعا بحسب معرفتنا للطبيعة الديموغرافية  للدول ، إننا نجد المنطق هي مناطق ذات التواجد الصيني بكل معنى للكلمة  ، لنطرح تسال جديد لماذا مدريد وليس مدن اخرى اسبانية، لان مدريد تحولت الى مدينة صينية بعد شراء الدين الاسباني من قبل الصين ابان الانهيار الاقتصادي في اوروبا عام 2008.
 ايطاليا في الجنوب حيث المصانع الايطالية كانت تعمل فيها الكتلة البشرية  الصينية وفي الشمال الايطالي كانت مشاركة صينية كبيرة في معرض للمنتوجات . 
اما امريكا التي انتشرت فيها الوباء في الاسبوع الأولى من اذار حيث تفشى في ولايات مختلفة كواشنطن العاصمة  وولاية نيويورك التي باتت المدينة الاولى الموبوءة حيث حلت كالضربة القاضية للولايات المتحدة لما تحمله المدينة من خصائص خاصة بأمريكا ،  وبحسب المعلومات القادمة من المدينة فان تفشي الفيروس كان في البداية في الاحياء الصينية حيث تواجدها  بشكل كبير، وفيما بعد انتقل للأخرين، لذلك نحن نتفهم غضب الرئيس الامريكي والادارة والشعب نتيجة الازمة التي فرضت عليهم  . 
وفي لندن لقد تفشى الوباء في المنطقة الصينية التي تعرف بالمنطقة الثانية أي المدينة الصينية ، اما في  الايرانية كانت العدوى بحسب الاشارات الايرانية بسبب الطلاب الصينين الذي يدرسون في الحوزات الدينية مدينة قم. 
ومن خلال متابعتنا لغياب التفاعل الصيني يمكن الوقف امام كتاب العالم الفيزيائي البريطاني مارتن ريس الذي حذر في كتابه "ساعتنا الاخيرة "الصادر في 2003 في بريطانيا بان عام 2020 عام الخطأ البيولوجي الذي سيقتل مليون شخص في العالم ، كوباء مثل سارس فخطأ ما اذا حدث في منطقة معينة قد يؤدي لكارثة، وهذا يعود الى التطور التقنية البيولوجية ، مما يسبب بكارثة تهدد البشرية بسبب فيروسات مميتة معدلة وراثيا وانفلات اجهزة  من صنع البشر.
 من هنا يمكن القول  كيف تم انتشار الوباء بسرعة ، خاصة للذين لم يفكروا جيدا، بماذا حدث وقد يحدث من جراء الجانحة  وما سيحدث في العالم ، وماذا حصل  في الصين خلال ثلاثة أشهر من خلال عرضنا للنقاط التالية:
1_"الصين حضرت جيدا لحرب من الطرز البيولوجي البكتيري من الجيل الجيد، واجرت تدريبات اظهرت للعالم بانها تملك قدرات من الطراز الاول بهذه الحروب حيث لا تؤثر اثارها على الصين وشعبها بسبب الجهوزية الكاملة. 
2_استطاعت اجراء احصاءات ديموغرافية سريعة من خلال تعداد السكان بطريقة جديدة بواسطة التكنولوجيا. 
3_"استطاعت سريعا وضع الجميع في حالة طوارئ سريعة والحجر على اخبار ومعلومات وسائل التواصل الاجتماعي ووضع حساباتها تحت المراقبة السرية. 
4_ وضعت نظام تجسسي واسع استطاعت السيطرة على الوسائل والمؤسسات الاجتماعية ووضعت حظر على تحركات جميع الأشخاص والمنظمات الاجتماعية التي تتواصل مع بعضها البعص في أي مكان وفي اي وقت  ومع من تتواصل.. 
_5-استطاعت بسرعة اغلاق حدودها امام الوافدين اليها وابعد كل المخالفين عنها،
6- بطريقة ناعمة فرضت نظام حديدي استطاعت اخراج كل الاجانب  والزوار حيث كانت تحضر لعملية اجلاء سريعة لكل الرعايا في الخارج وحتى الذين اصيبوا في الوباء بقوا تحت المراقبة .
7- نظمت عملية طوارئ سريعة في اقفال  منافذ الدولة البحرية والجوية والبرية
8-اظهرت لكل العالم كيفية اظهار قدرات الصين وكيف استطاعت وضع مليار ونصف شخص  تحت السيطرة والباسهم كمامات وكيف استطاعت بناء مشفى خلال اسبوع  للعلاج. 
9- الدولة الكبرى استطاعت اجبار شعبها على البدء بعملية تنظيف كاملة في الدولة .
10-فرض قانون قاسي على الشعب لعدم اكل لحوم الحيوانات البرية أو استخدامها في المأكل والمطابخ، حيث كانت محل استخدام طبيعي للجميع دون مراقبة .
11 –لقد استطاعت الصين اظهار نفسها بانها  ضرورية للعالم ولا يستطيع العيش بدونها لأنها جزء اساسي من حركة هذا الكوكب.
12-اما على الصعيد العالمي  استطاعت ان تجمد كل الصناعات الدولية ، لكونها نجحت بصناعة ازمة عالمية مالية واقتصادية واجتماعية .
13-استطاعت ان تبني نظاما أوتوماتيكيا لتامين كل الحاجات المعيشية من الاكل والشراب الخاصة بالسكان .
14-قدمت نظاما الكترونيا كهربائيا  متطور موفر لاستهلاك الطاقة .
15-لقد توقفت الاحتجاجات في هونغ كونغ ونما نفوذ الحكومة الصينية هناك.
16-تمت ترقية خوارزميات تشغيل كاميرات الفيديو مع التعرف على الوجه بسبب الأشخاص الذين يرتدون الأقنعة ، والآن يتم أخذ مشية الشخص في الاعتبار أيضًا والتعرف على الشخصية.
17- استخدمت تقنية  إدخال الطائرات بدون طيار وأجهزة التتبع الآلي بشكل مكثف في خدمات الشرطة والاستجابة لها.
18-استطاعت إنشاء أنظمة تصوير حراري جماعي مع حساب تلقائي للشذوذات المعطاة.
19-   بظل انشغال العالم في داخل الأزمة القسرية ومحاولة التصدي لها، خرجت الصين منها بالفعل وهي مستعدة الى :
- شراء أصول أرخص
- مساعدة الدول الضعيفة ماليا وزيادة نفوذها العالمي
- اللعب على انخفاض أسعار النفط
- إنشاء تحالفات جديدة.
وامام كل هذه النقاط التي تم استعراضها يمكن القول بان الصين قامت فعليا بحرب بيولوجية فيروسية غير اخلاقية، لكنها لم تنجح بسبب انتشار الوباء في كافة العالم .
وهنا يمكن القول بان العالم مدين كله لإيطاليا  وشعبها  الذين كانوا طلائع المصابين بهذا الفيروس الخبيث، كونها تلقت الضربة الاولى بصدرها العاري حيث اصبحت حقل تجارب دولي للتعرف على الوباء وكيفية التصدي له. لقد بقيت تصارع لوحدها مما سمح  لها وللعالم  التعرف عليه ،والاستفادة  من الاخطاء الكثيرة التي ارتكبت عندها ، ليس بسبب غياب القدرة الطبية وغياب الكوادر المؤهلة ، بل لعدم المعرفة المسبقة ، مما يدفعنا لرفع التحية لها ولضحاياها ولفريقها الطبي المقاتل  .
هذه التضحيات الجسيمة في ايطاليا واسبانيا وامريكا كانت بسب غياب المعلومات السريعة التي تمنعت الصين عن اعطائها للعالم مما جعل ايطاليا واسبانيا حقل طبي فعلي للتعرف والتجارب مما دفع دول كثير للذهاب الى ايطاليا للمساعدة وكسب الاختبارات العلمية الميدانية .
ولكن لابد من القول بان الدول الغربية وامريكا وخاصة بعد عرض المشكلة في الامم المتحدة على مجلس الامن فانهم سيذهبون لاحقا الى مواجهة فعلية مع الصين وستقع الصين في عزلة دولية نتيجة خطأ ارتكبته في التجربة البيولوجية  التي خرجت خارج حدود الصين ، مما سيفرض عليها تدفع تعويضات كبيرة للعالم ، وربما رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الذي اصيب بوباء الفيروس، قد لمح لذلك قبل اصابته بانه ذاهب لقطع العلاقات مع الصين.