أدت مزاعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشأن فعالية دواء مضاد للملاريا لم يتم اختباره ضد مرض "كوفيد-19" إلى موجة تخزين للدواء في عدد من الدول، بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة على الأقل في الولايات المتحدة وعدد من الجرعات الزائدة في جميع أنحاء العالم.
 
 
ففي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، وصف دونالد ترامب عقاري "كلوروكوين" و"هيدروكسي كلوروكوين" بوصفهما العقارين اللذين سيحدثان تغييرا في مجرى الأمور فيما يخص مكافحة فيروس كورونا الجديد.
 
وأثارت تصريحات ترامب موجة من التدافع لدى بعض الأفراد، وحتى الدول، بما في ذلك الجزائر وإندونيسيا ونيجيريا، لتخزين هذه الأدوية، فيما أعلنت الهند أنها ستحظر تصدير الدواء، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
 
وفي حين طلبت ولاية نيويورك 70 ألف جرعة من عقار كلوروكوين لتجربة سريرية معتمدة بالاشتراك مع دواء آخر، بهدف معالجة مرضى فيروس كورونا الجديد، أدى تدخل ترامب إلى وفاة واحدة على الأقل بعد أن أخذ رجل في أريزونا نسخة غير دوائية مخصصة للاستخدام في قتل الطفيليات في أحواض السمك المنزلية.
 
وأشار بحث جديد، نشر الأربعاء، إلى أن إعادة استخدام العقاقير "بدون تصريح" مثل هيدروكسي كلوروكوين يمكن أن يؤدي إلى "وفاة جراء أزمة قلبية مفاجئة بسبب الدواء".
 
ووجد البحث، الذي أعدته مؤسسة مايو كلينيك الطبية غير الربحية، أن عقاري الكلوروكوين والكاليترا، وهو دواء يستخدم في علاج الفيروس المسبب لنقص المناعة المكتسبة (الأيدز) يستخدم أيضا ضد في علاج فيروسات كورونا، يمكن أن يتسببان في أن تعطيل عضلة القلب بحيث تستغرق وقتا أطول من المعتاد بين الضربات.
 
ودفعت تعليقات ترامب، التي قال عنها رئيس المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية الدكتور أنتوني فوسي إن هناك أدلة غير مؤكدة بشأن فاعليتها، بعض الخبراء يميل إلى التحذير من خطر علاج الأفراد ذاتيا بأدوية غير مجربة وغير مناسبة.
 
 من جهته، قال المدير الطبي لمركز معلومات السم والعقاقير في بانر بمدينة فينيكس بولاية أريزونا، دانيال بروكس "آخر شيء نريده الآن هو إغراق أقسام الطوارئ لدينا بالمرضى الذين يعتقدون أنهم وجدوا حلا غامضا ومحفوفا بالمخاطر يمكن أن يعرض صحتهم للخطر".
 
في حين أن الكلوروكوين هو واحد من العديد من الأدوية، إلى جانب أدوية الأنفلونزا الموجودة والفيروسات الكابحة لفيروس نقص المناعة البشرية، التي يتم فحصها في جميع أنحاء العالم لتقليل الأعراض لدى مرضى كوفيد-19، وليس كلقاحات، إلا أن فعاليته لم يتم تحديدها بشكل صحيح في الاختبارات السريرية.
 
وكان الكلوروكوين قد استخدم لأول مرة من قبل الباحثين خلال تفشي مرض "كورونا سارس" 2002-2003، وهو فيروس من سلسلة فيروسات كورونا مشابه بشكل كبير لفيروس كوفيد-19.
 
وفي العام 2005، وجدت دراسة في مجلة "علم الفيروسات" أن الكلوروكوين يثبط فيروس السارس في خلايا الرئيسيات (الحيوانات) بعد الإصابة، بالإضافة إلى تثبيط العدوى قبل الإصابة، ويقلل بنجاح ما يسمى الحمل الفيروسي الذي تشير إليه الأبحاث الحديثة الأخرى باعتباره مؤشرا لحالات الإصابة الشديدة.
 
والفكرة هي أن الأدوية الموجودة مثل الكلوروكوين التي يمكن أن تبطئ أو تقتل فيروس كورونا، يمكن أن تنقذ حياة المرضى المصابين بأمراض شديدة كما تحمي العاملين في القطاع الصحي.
 
يشار إلى أنه تم تجديد الاهتمام بعقار الكلوروكوين كعلاج لفيروس كورونا في البداية برسالة من الباحثين الصينيين إلى مجلة "اتجاهات العلوم البيولوجية" في وقت سابق من هذا العام، ذكروا فيها أن للعقار "فاعلية" في علاج الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا، ولكن لم يتم مشاركة أي بيانات عن الدراسات حتى الآن مع منظمة الصحة العالمية.
 
كذلك، أفادت دراسة فرنسية صغيرة، شملت عشرات المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد، بأن العقار حقق نتائج واعدة.