لا يزال حزب الله على موقفه من صندوق النقد الدولي باعتباره اداة استكبار اميركي لفرض شروط اقتصادية- سياسية على البلد عجز عن فرضها في عزّ الحروب مع العدو الاسرائيلي.
 
لا يزال حزب الله على موقفه من صندوق النقد الدولي باعتباره "اداة استكبار" اميركي لفرض شروط اقتصادية- سياسية على البلد عجز عن فرضها في عزّ الحروب مع العدو الاسرائيلي.
 
فرغم إنشغال البلد بخطر انتشار كورونا مع تسجيل ثاني حالة وفاة بالفيروس المستجدّ، يرابض الحزب على موقفه من الاستعانة بصندوق النقد، لانه لم يدخل دولة الا وافلسها نهائياً مراكماً معدلات الفقر والبطالة فيها دون رحمة وكأنه "الادرى" بالحلول لازماتها المالية والاقتصادية.
 
إنطلاقاً من هذه المعادلة التي وضعها حزب الله في وجه صندوق النقد الدولي-من دون ان يعارض الاستعانة بنصائحه يعتبر الحزب كما يُنقل عنه "ان صندوق النقد وبالاستناد الى تجاربه مع الدول هو كمن يجلس قرب ضحيته وينتظر حتى تلفظ انفاسها الاخيرة كي يفرض عليها "وصفته" العلاجية التي يُسمّيها الحلول الاقتصادية"، وقالت لـ"المركزية" "لدينا من الخبراء الاقتصاديين والاخصائيين ما يكفي وهم يجمعون على اننا نملك الامكانات للخروج من الازمة الاقتصادية الراهنة".   
 
وبما اننا نملك الامكانات ولا نحتاج الى "خبرة" المؤسسات الدولية كصندوق النقد ووصفاته المكتوبة المعروفة سلفاً، تشير المصادر المقرّبة من الحزب الى "ان يكفي إيجاد حلّ نهائي لأم الازمات والنزيف الاكبر الكهرباء المُستفحلة منذ عشرات السنين لتخفيض عجز ميزان المدفوعات، فهي وحدها تُشكّل نحو نصف الدين العام".
 
اما عن التوظيفات العشوائية في القطاع العام التي يغلب عليها طابع المحاصصة الحزبية والطائفية بعيداً من الكفاءة والجدارة، وهو ما جعل حجم هذا القطاع اكبر بكثير من القطاع الخاص، شددت المصادر على "ان معظم القوى السياسية غير "بريئة" من التوظيف"، الا انها اقرّت "نحن مع تقليص حجم القطاع العام، لكن تباعاً، بمعنى ان لا يُمكن في ظل هذه الاوضاع الصعبة صرف الموظفين، لاسيما وانهم لا يُشكّلون هدراً كبيراً مقارنةً بحجم الهدر في مؤسسات قطاعات اخرى".
 
ولفتت المصادر المقرّبة من الحزب الى "ضرورة ان نساعد انفسنا اولاً وعدم الاعتماد على مساعدة الاخرين، لانها ستكون مشروطة"، وجددت رفضها توصيف الحكومة بانها حكومة حزب الله، فالوزراء مستقلّون واصحاب اختصاص ويقاربون الملفات من منطلق علمي يتماشى مع مصلحة البلد".
 
وفي حين اقرّت المصادر المقرّبة من حزب الله بوجود إختلاف في وجهات النظر في شأن صندوق النقد الدولي، شددت في المقابل على اهمية التضامن لمواجهة "الخنجر" الذي يطعن بنا من دون استثناء وهو فيروس كورونا المستجد". وقالت "نحن مدعوون الى التشارك الحقيقي وتخطّي خلافاتنا السياسية من اجل درء خطر الحرب الشعواء الداخلية عن لبنان".
 
ولم تُسقط المصادر من حساباتها بشأن فيروس كورونا "المؤامرة" الخارجية على لبنان، باعتباره البلد الاقرب الى اسرائيل من الناحية الجغرافية، لذلك جددت دعوتها الى "التضامن والتكاتف من اجل مواجهة الفيروس".
 
ودعت وسائل الاعلام الى توحيد البرامج الاعلامية من اجل التوعية على مخاطر الفيروس".
 
كما شددت على "اهمية اتّخاذ اقصى درجات الوقاية لمنع انتشار الفيروس. فهذه مسؤولية يتحمّلها الجميع ولا يجوز الاستخفاف بحجم هذه الكارثة التي حلّت بالعالم اجمع".