يمكن أن تصيب الفيروسات مجموعات معينة أو فئات عمرية من الأشخاص بشدة مقارنة بمجموعات أخرى، فقد استهدفت إنفلونزا 1918، التي أودت بحياة 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، الشباب على وجه الخصوص.
 
 
وكان لتفشي زيكا في 2015-2016 تأثير مدمر على السيدات الحوامل، في حين أثر مرض فيروس السارس في هونغ كونغ في عام 2003 على النساء أكثر من الرجال، ولكن معدل الوفيات كان أعلى عند الرجال منه في النساء.
 
ولكن ماذا بشأن فيروس كورونا الجديد، ما هي الفئة العمرية أو الجنس الأكثر تأثرا بهذا الفيروس القاتل، الذي حصد حتى الآن نحو 2860 شخصا حول العالم، غالبيتهم في الصين، وأصاب نحو 83700 شخصا في 57 دولة في العالم.
 
بالتأكيد فيروس كورونا الجديد، المعروف باسم "كوفيد 19"، ليس استثناء، ومن الواضح أنه يؤثر أكثر على الرجال والمدخنين وكبار السن مقارنة بباقي الفئات العمرية والنساء.
 
وفقا للخبراء في كلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد، ومقرها بوسطن بولاية ماساشوستس الأميركية، يبدو أن فيروس كورونا الجديد الذي نشأ في الصين، يصبح أكثر خطورة مع التقدم في العمر.
 
ونقلت شبكة "ويبميد"، التي تقدم خدمات المعلومات المتعلقة بالصحة والحياة الجيدة على الإنترنت، عن الأستاذ المساعد في علم الأوبئة، مايكل مينا قوله "يبدو أن هناك هذه العتبة، الفئة العمرية أقل من 35 عاما، فنحن لا نرى فعلا حالات إصابة بينها.. لكنها ترتفع تدريجيا بين الفئة العمرية من 40 إلى 80 عاما فما فوق، حيث نشهد زيادة في الوفيات".
 
أما بين الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 1-9 أعوام و10-19 عاما، فلم يصب بفيروس كورونا الجديد سوى 1 في المئة من جميع الإصابات في الصين.

بالإضافة إلى ذلك، ووفقا لمجلة الجمعية الطبية الأميركية "غاما"، لم تكن هناك أي حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا بين الأطفال، كما أفاد موقع "ميد سكيب" المتخصص بالشؤون الصحية والطبية.

وبحسب المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، كان الرجال أكثر عرضة لفيروس كورونا الجديد، ويمثلون أكثر من 50 في المئة من الحالات، كما تبين أن معدلات الوفاة بينهم أعلى بما يقرب من الضعف من باقي المرضى والمصابين بالفيروس.

ووفقا للإحصائيات المتاحة حتى الآن، فمن بين الأفراد الذين بلغوا سن السبعين فما فوق، توفي 8 في المئة من المصابين بالفيروس، وبلغ معدل الوفيات حوالي 15 في المئة لدى البالغين الأكبر سنا الذين تجاوزوا 80 عاما.

ويقول الدكتور مينا، إن الأشخاص في الثمانينيات من العمر يواجهون خطرا كبيرا بعدم الخروج من المستشفى، إذا ما خضعوا للعلاج إثر أصابتهم بفيروس "كوفيد 19".

وبالمقارنة مع النساء، من المرجح أن يكون الرجال الصينيون من المدخنين، ويعتقد العديد من الخبراء أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن يصيب المدخنين أكثر من غير المدخنين أو النساء.

وذكرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2019 أن 47.6 في المئة من الرجال الصينيين يدخنون، بينما تبلغ نسبة النساء المدخنات في الصين 1.8 في المئة فقط.

وأشارت مجلة "فورتشن" أن معدل التدخين في الصين بين الرجال يمكن أن يكون سببا أساسيا وراء نسبة الوفيات بفيروس كورونا الجديد.

ويعتقد الخبراء أيضا أن لدى النساء استجابة مناعية أقوى لفيروس كورونا الجديد، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

ووفقا للتقارير الأخيرة الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض، فإنه على الرغم من تأثر كل من النساء والرجال بأعداد متساوية تقريبا بالفيروس كوفيد 19، فإن معدل الوفيات، بحسب الخبراء، بلغ 2.8 في المئة بين الرجال، مقابل 1.7 في المئة فقط بين النساء اللواتي أصبن بالفيروس.